حكم الكي ، والجمع بين الأحاديث المتعارضة فيه
السؤال: 42582
صح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى عن الكيّ ، وورد أنه فعله ، فما هو الحكم الصحيح في حكم الكيّ ، وكيف نجمع بين الأحاديث التي يُفهم منها التعارض ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
وردت أحاديث كثيرة في مسألة الكيّ ، وقسمها أهل العلم إلى أربعة
أقسام :
1- ما يدل على الجواز ، كحديث جابر رضي الله عنه قال : ( رُمِيَ
أُبَيٌّ يَوْمَ الأَحْزَابِ عَلَى أَكْحَلِهِ فَكَوَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) رواه مسلم (2207) .
2- ما يدل على عدم محبته له كحديث جابر رضي الله عنه قال :
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنْ كَانَ فِي
شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ أَوْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ
فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ
الدَّاءَ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ ) رواه البخاري (5683) ومسلم (2205)
3- ما يدل على الثناء على تاركه كحديث عمران بن حصين في السبعين
ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، ” الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ ” أخرجه
البخار ي (6541) ومسلم (218)
وفي حديث عمران بن حصين رضي الله عنه : أن الملائكة كانت تسلم
عليه ، لأنه لا يكتوي ، فلما اكتوى تركت السلام عليه ، فلما ترك الاكتواء عادت تسلم
عليه ” رواه مسلم (1226)
4- ما يدل على كراهة الكي كحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ فِي
شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ وَأَنَا أَنْهَى
أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ ) رواه البخاري (5681) .
وبهذا يتم الجمع بين الأحاديث ، فالنهي عنه يدل على كراهته ،
وأحاديث فعله تدل على جوازه إذا احتاج إليه .
قال ابن عبد البر : ما أعلم بينهم خلافاً أنهم لا يرون بأساً
بالكيِّ عند الحاجة .
وسبب كراهته ما فيه من تعذيب النفس وإيلامها .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟