0 / 0

هل ثبتت صيغة: ( اللهم صلى على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته ) ؟

السؤال: 427598

هل الصيغة التالية ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من صحابة رضي الله عنهم، “اللهم صلِ على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”؟

ملخص الجواب

الحديث الذي وردت فيه هذه الصيغه سنده ضعيف

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذه الصيغة رواها أبو داود (982) وغيره: عن مُوسَى بْن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ يَسَارٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُطَرِّفٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، عَنِ الْمُجْمِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى، إِذَا صَلَّى عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).

ومدار هذا الحديث على حبان بن يسار، وهو متكلّم فيه.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

” حبان بن يسار الكلابي البصري، أبو رويحة، ويقال أبو روح…

قال أبو حاتم: ليس بالقوى ولا بالمتروك.

وقال ابن عدي: حديثه فيه ما فيه.

وذكره ابن حبان في الثقات، والبخاري في الضعفاء، فأشار إلى أنه تغيّر ” انتهى من “ميزان الاعتدال” (1/449).

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:

” وحبان بن يسار وثقه ابن حبان، وقال البخاري: إنه اختلط في آخر عمره. وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي ولا بالمتروك. وقال ابن عدي: حديثه فيه ما فيه، لأجل الاختلاط الذي ذكر عنه ” انتهى من “جلاء الأفهام” (ص 25 – 26).

ثم قد وقع اختلاف في سنده.

فرواه ابن عدي في “الكامل” (3/344) وغيره: عن عَمْرو بن عاصم الكلابي، حَدَّثَنا حِبَّان بْنُ يَسَار أَبُو رُوَيْحَةَ الْكِلابِيُّ، حَدَّثني عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ طَلْحَةَ الْخُزَاعِيُّ، عَن أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمد بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْتَالَ بِمِكْيَالِ الأَوْفَى، فَإِذَا صَلَّى عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتَكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى مُحَمد وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَتِهِ وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

” ولهذا الحديث علة، وهي أن موسى بن إسماعيل التبوذكي خالف عمرو بن عاصم فيه، فرواه عن حبان بن يسار: حدثني أبو المطرف الخزاعي، حدثني محمد بن عطاء الهاشمي، عن نعيم المجمر، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى ) فذكره، ورواه أبو داود: عن موسى بن إسماعيل به.

وله علة أخرى: وهي أن عمرو بن عاصم، قال: أخبرنا حبان بن يسار، عن عبد الرحمن بن طلحة الخزاعي، وقال موسى بن إسماعيل: عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز، وهكذا هو في “تاريخ البخاري”، وكتاب ابن أبي حاتم و “الثقات” لابن حبان، و “تهذيب الكمال” لشيخنا أبي الحجاج المزي.

فإما أن يكون عمرو بن عاصم وهم في اسمه، وإما أن يكونا اثنين، ولكن عبد الرحمن هذا مجهول، لا يعرف في غير هذا الحديث، ولم يذكره أحد من المتقدمين.

وعمرو بن عاصم وإن كان روى عنه البخاري ومسلم واحتجا به، فموسى بن إسماعيل أحفظ منه.

والحديث له أصل من رواية أبي هريرة بغير هذا السند والمتن ونحن نذكره … ” انتهى من “جلاء الأفهام” (ص 26 – 27).

ورأى عدد من الأئمة أن الرواية الثابتة عنِ نعيم الْمُجْمِرِ، عن مُحَمد بْنُ عَبد اللهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ أبي مَسعُود، بمتن آخر.

قال البخاري رحمه الله تعالى:

“… وَرَوَى دَاوُدُ بْنُ قَيس، عَنْ نُعَيم المُجمِر، عَنْ أَبي هُرَيرةَ، الصَّلاةَ عَلَى النَّبِيّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم.

وَقَالَ عَبد اللهِ بْنُ مَسلَمة: عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نُعَيم، سَمِعَ مُحَمد بْنُ عَبد اللهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ أبي مَسعُود، عَن النبيِّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم.

وَهَذَا أَصَحُّ” انتهى من “التاريخ الكبير” (3 / 450) ط الناشر المتميز.

وقال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى:

” قيل لأَبي: إنَّ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيلَ أبا سَلَمة قد روى عَن حِبَّانَ بنِ يَسَار؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُطَرِّفٍ عُبَيْدُ الله بنُ طَلْحةَ بنِ كَرِيز؛ قَالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عليٍّ الهاشمي – يعني: أبا جَعْفَر – عَنِ المُجْمِر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم.

فقلت لأَبي: قد تابع هذا داود بن قيس؟

قَالَ: مالك أحفظ، والحديث حديث مالك ” انتهى من “العلل” (2/ 46 – 47).

ورواية الإمام مالك هي في “صحيح مسلم” (405): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ، عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ، هُوَ الَّذِي كَانَ أُرِيَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: أَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟

قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قُولُوا اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ).

فالحاصل؛ أن الحديث الذي وردت فيه هذه الصيغة التي في السؤال ضعيف الإسناد.

وللفائدة طالع جواب السؤال رقم: (98031) ورقم (174685).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android