أنا أعمل في أحد الفنادق كنائب مدير الفندق ومدير الاستقبال فهل يعتبر عملي هذا حرام أم مكروه حيث الفندق يقوم ببيع الخمور ولكن ليس لي صلة بعملية البيع أو الشراء أو الحمل أو التقديم وخلاف ذلك أي أن عملي إداري وشكرا.
يعمل نائب مدير في فندق يبيع الخمور فما حكم عمله
السؤال: 43062
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا يجوز العمل في فندق ترتكب فيه الآثام ، كشرب الخمر والزنا ونحو ذلك ؛ لما في ذلك في التعاون على الإثم والعدوان ، وترك إنكار المنكر ، وقد قال تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ) النساء/140
قال القرطبي رحمه الله : ( قوله تعالى: ” فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره” أي غير الكفر. ” إنكم إذا مثلهم”: فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر. قال الله عز وجل “إنكم إذا مثلهم” فكل من جلس في مجلس معصية ، ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء.
وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية .
وقد روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه أخذ قوماً يشربون الخمر ، فقيل له عن أحد الحاضرين : إنه صائم فحمل عليه الأدب وقرأ هذه الآية ” إنكم إذا مثلهم” أي إن الرضا بالمعصية معصية ، ولهذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة المعاصي حتى يهلكوا بأجمعهم. وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات ولكنه إلزام شبه بحكم الظاهر من المقارنة كما قال : ( فكل قرين بالمقارن يقتدي) انتهى.
ثم إنه يخشى على من عمل في هذه الأماكن أن يضعف إيمانه ، وأن تذهب الغيرة من قلبه ، وربما دعاه الشيطان إلى مقارفة المعصية ، وقد قال الله تعالى : (يَ ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) النور/21 .
وتذكر ـ أخي الكريم ـ قوله تعالى ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً – وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2- 3 وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) صححه الألباني ، ولا تنس أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها عاجلاً أم آجلاً .
نسأل الله تعالى أن يعينك على ترك هذه الوظيفة طيبة بذلك نفسك وأن يخلف لك خيرا منها وأن يفتح عليك من خزائن جوده ، وجزيل عطائه وأن يغنينا وإياك بحلاله عن حرامه وبفضله سبحانه عمن سواه .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب