تحريم تلقي البضائع من أصحابها قبل وصولها إلى السوق
السؤال: 43819
ما حكم تلقي البضائع من أصحابها في الشارع قبل دخولها الحراج والشراء منه ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
” يحرم تلقي أصحاب البضائع في الشارع قبل دخولهم الأماكن المعدة
لعرض السلع وبيعها ؛ لأن ذلك داخل في مسألة الركبان المنهي عنه ؛ للحديث الذي أخرجه
الإمام أحمد والذي جاء فيه : ( ولا تلقوا السلع حتى يهبط بها السوق ) , وأخرجه
البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (4/373) , وما أخرجه البخاري
في صحيحه عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : ( كنا نتلقى الركبان ,
فنشتري منهم الطعام , فنهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نبيعه حتى يبلغ به سوق
الطعام ) , وفي لفظ آخر عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال : ( كانوا يبتاعون
الطعام في أعلى السوق , فيبيعونه في مكانه , فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يبيعوه في مكانه حتى ينقلوه ) , وفي رواية لمسلم : أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : ( لا تلقوا الجلب , فمن تلقاه فاشتري منه فإذا أتى سيده السوق فهو
بالخيار ) , وعلى ذلك فإن السلعة إذا لم يهبط بها صاحبها إلى السوق المعد لبيعها
فيه فإنه يحرم تلقي أصحابها , ومن تلقاها قبل بلوغه السوق فإنه آثم , وعاصٍ لله
تعالى , إذا كان عالماً بالتحريم ؛ لما فيه من الخداع والتغرير بالبائع , والإضرار
بأهل السوق , وإذا ثبت هذا وحصل غَبْن للبائع ( أي : خداع في الثمن) لم تجر العادة
بمثله , فللبائع الخيار بين إمضاء البيع وبين فسخ البيع , وذلك داخل في خيار الغبن
” انتهى .
المصدر:
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (13/122)
هل انتفعت بهذه الإجابة؟