قرأت أنه من فوائد حديث: ( من قال للمبتلى الحمد لله الذي عفاني مما ابتلاك وفضلني على كثير من خلقه تفضيلا) أن الشخص الذي يقول ذلك للمبتلى لا يصاب بذلك الابتلاء، فهل يحصل ذلك الفضل العظيم أيضا إذا قلنا ذلك كل ما رأينا ابتلاء أو سمعنا خبر ابتلاء، أو تفكرنا في المبتلين، ونقول: " الحمدلله الذي عفانا مما بُلِّىَ به غيرنا" على صيغة الغائب لغياب المبتلى نفسه؟
هل الدعاء عند رؤية المبتلى يحفظ صاحبه من الإصابة بذلك البلاء؟
السؤال: 445886
ملخص الجواب
ما روي من أحاديث في هذا الباب لا يصح منها شيء، ولكن تسامح العلماء في ذكرها لأنها من باب الأدعية والأذكار، مع رجاء تحقق ما فيها، دون اعتقاد وقوع ذلك جزمًا؛ لعدم التحقق من ثوبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا الحديث رواه الترمذي (3431)، وغيره: عن عَبْد الوَارِثِ بْن سَعِيدٍ.
وأبو داود الطيالسي (1/16)، والبزار في "المسند" (1/237)، وغيرهما: عن حَمَّاد بْن زَيْدٍ.
وعبد بن حميد كما في "المنتخب" (1/92)، وغيره: عن حَمَّاد بْن سَلَمَةَ.
كلهم: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ البَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ.
وقد روي من نفس الطريق من حديث ابن عمر لا من حديث أبيه، كما عند ابن ماجه (3892)، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ – وَلَيْسَ بِصَاحِبِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ – عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ فَجِئَهُ صَاحِبُ بَلَاءٍ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ، كَائِنًا مَا كَانَ.
ورواه إسماعيل بن علية من نفس الطريق موقوفا على ابن عمر.
روى ابن أبي شيبة في "المصنف" (16/325)، قال: حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ ابنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ الْقَهْرَمَانِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ يَرَى مُبْتَلًى فَيَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاك بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَيْك، وَعَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِهِ تَفْضِيلاً، إِلاَّ عَافَاهُ اللهُ مِنْ ذَاكَ الْبَلاءِ كَائِنًا مَا كَانَ.
وسواء كان من مسند عمر أو ابن عمر أو موقوفا عليه، فإسناده لا يصح، لأن فيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، وقد ضُعِّف، وقد تفرّد بهذا الخبر عن سالم، واضطرب في روايته.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" عمرو بن دينار البصري، قهرمان آل الزبير.
وهو مولى آل الزبير، وليس بابن العوام، بل الزبير بن شعيب.
يكنى أبا يحيى.
روى عن: سالم بن عبد الله، وصيفى بن صهيب.
وعنه: الحمادان، وعبد الوارث، وابن علية.
قال أحمد: ضعيف.
وقال البخاري: فيه نظر.
وقال ابن معين: ذاهب. وقال مرة ليس بشئ.
وقال النسائي: ضعيف " انتهى من "ميزان الاعتدال" (3/266).
ولهذا استغربه الترمذي رحمه الله تعالى، فقال عقب روايته للحديث:
" هذا حديث غريب…
وعمرو بن دينار قهرمان آل الزّبير هو: شيخ بصريّ، وليس هو بالقويّ في الحديث، وقد تفرّد بأحاديثَ عن سالم بن عبد اللّه بن عمر " انتهى.
وقال البزار رحمه الله تعالى:
" وهذان الحديثان – منهما حديث إذا رأى مبتلى – رواهما عمرو بن دينار قهرمان دار الزبير وهو مولى لهم يكنى: أبا يحيى، روى عنه حماد بن زيد وحماد بن سلمة وعبد الوارث وخارجة بن مصعب وسعيد بن زيد وغيرهم ولم يتابع عليهما " انتهى من "المسند" (1/239).
وقد رواه غيره من حديث نافع عن ابن عمر.
كما عند الطبراني في "الدعاء" (798)، ومن طريقه رواه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 13 – 14): عن مَرْوَان بْن مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيّ، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ رَأَى مُبْتَلًى ). الحديث.
وقال أبو نعيم رحمه الله تعالى عقب الحديث:
" غريب من حديث محمّد، تفرّد به مروان عن الوليد " انتهى.
وفيه الوليد بن عتبة، ويصعب الجزم بحاله ومن هو.
وقد ترجم البخاري رحمه الله تعالى لراو اسمه الوليد بن عتبة ونسبه إلى دمشق، حيث قال:
" الوليد بن عتبة، الدّمشقيّ.
روى عن معاوية بن صالح، معروف الحديث.
روى عنه محمد بن عبد العزيز " انتهى من "التاريخ الكبير" (8/150).
لكن ابن أبي حاتم نسبه إلى الكوفة، وحكم عليه أبو حاتم بالجهالة.
قال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى:
" الوليد بن عتبة: كوفى، روى عن: النضر الخزاز، روى عنه: محمد بن عبد العزيز الرملي. سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو مجهول " انتهى من "الجرح والتعديل" (9/ 12).
وقال الذهبي رحمه الله تعالى:
" الوليد بن عتبة الدمشقي.
عن معاوية ابن صالح الحضرمي.
لا يُدرى من هو، وما هو: بالوليد بن عتبة الدمشقي المقرئ، ذا صدوق متأخر، يروي عن الوليد بن مسلم، وطبقته " انتهى من "ميزان الاعتدال" (5/89).
وسواء كان هذا دمشقيا أو كوفيا، فالأمر كما قال المزي رحمه الله تعالى:
" وروى مروان بن محمّد الدمشقي الطاطري عن الوليد بن عتبة، عن محمّد بن سوقة، فلا أدري هو الذي روى عنه الرملي أو غيره " انتهى من "تهذيب الكمال" (31/50).
وورد عند البزار في "المسند" (12/185)، وعند الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/283): عن زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى الضَّرِير، قَالَ: أخبرنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: أخبرنا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ.
قال الطبراني رحمه الله تعالى:
"لم يرو هذا الحديث عن أيّوب إلّا المغيرة بن مسلم، ولا عن المغيرة إلّا شبابة، تفرّد به: زكريّا بن يحيى " انتهى.
وقال أبو بكر البزار رحمه الله تعالى:
" وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن أيّوب، عن نافع، عن ابن عمر، إلاّ المغيرة بن مسلم، والمغيرة ليس به بأس، بصرِيٌ مشهور، والحديث غريب " انتهى.
وقال الهيثمي رحمه الله تعالى:
" رواه الطبراني في الأوسط، وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات « انتهى من "مجمع الزوائد" (10/138).
وزكريا هذا قد ترجم له الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (9/471)، لكن لم يذكر في جرحا ولا تعديلا. وذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" (6 / 84 – 85)، فقال عنه: "محلّه الصِّدق " انتهى.
لكن الدارقطني رحمه الله تعالى، حكم على رواية المغيرة هذه بأنها وهم منه، حيث سُئِل:
" عن حديث نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به لم يصبه ذلك البلاء).
فقال: يرويه أيوب السختياني، واختلف عنه:
فرواه مغيرة بن مسلم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ووهم فيه.
ورواه الثوري، عن أيوب، عن رجل، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الرجل هو عمرو بن دينار، قهرمان آل الزبير، وهو أصح من حديث المغيرة " انتهى من "العلل" (12/344).
فالراجح أنه من حديث سالم، يرويه عنه عمرو بن دينار، وهو ضعيف الرواية وقد اضطرب فيه، وقد تتابع الأئمة على استغرابه.
وقال العقيلي رحمه الله تعالى، بعد أن ساق حديث عمرو بن دينار هذا من طريق حماد بن زيد:
" وفيه رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضا، وهى أصلح من هذه الرواية " انتهى من "الضعفاء" (4/303).
وهذا الرواية التي أشار إليها العقيلي، الظاهر أنه يقصد بها حديث أبي هريرة، الذي رواه الترمذي (3432)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ السِّمْنَانِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ العُمَرِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلَاءُ.
وقال الترمذي: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ ".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 78 – 79)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَعْدَانَ بْنِ جُمُعَةَ اللَّاذِقِيُّ، قَالَ: أخبرنا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مُبْتَلًى فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنِي عَلَيْهِ وَعَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ تَفْضِيلًا، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ فَقَدْ شَكَرَ تِلْكَ النِّعْمَةِ.
ثم قال الطبراني رحمه الله تعالى:
" لم يرو هذا الحديث عن سهيل بن أبي صالح إلّا عبد اللّه بن عمر، تفرّد به: مطرّف بن عبد اللّه ".
وعبد الله بن عمر هو العمري، مع صدقه قد تُكلِّم في ضبطه، و نص على ضعفه غير واحد، مع وجود اضطراب في متن خبره، فمرة فيه: ( لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلَاءُ) ومرة: ( فَقَدْ شَكَرَ تِلْكَ النِّعْمَةِ ).
ورواه الطبراني في "الدعاء" (ص254): قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدنِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَأَى أَحَدًا بِهِ شَيْءٌ مِنَ الْبَلَاءِ … ) وفيه (فَقَدْ شَكَرَ تِلْكَ النِّعْمَةِ )، كما في رواية الطبراني السابقة.
وفيه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدينِيُّ: وهو ضعيف.
فالراجح؛ أن الحديث ليس له إسناد ثابت، وقد استغربه الأئمة.
وأثبت ما فيه ما رواه عبد الرزاق في "المصنف" (10/61): عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: " إِذَا اسْتَقْبَلَ الرَّجُلُ شَيْئًا مِنْ هَذَا الْبَلَاءِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ أَبَدًا، كَائِنًا مَا كَانَ ".
قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ أَيُّوبَ يَذْكُرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: " لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ".
وسالم بن عبد الله لم يسنده إلى الصحابة رضوان الله عليهم، بل قال: ( كَانَ يُقَالُ).
فيحتمل أن يكون هذا الذكر مما نقل عمن قبلنا، كأن يكون مما سمع عن كعب وغيره ممن كان ينقل عن أهل الكتاب، أو يكون فَهْما أخذ من كتاب الله تعالى، وهذا ما تشير إليه عبارة: ( لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ )، فنصوص السنة المتعلقة بالوعد عادة تأتي جازمة بالوعد، لا معلقة على المشيئة.
فيحتمل أن يكون فهما أخذ من الآيات الدالة على أن الله تعالى جعل الخلق درجات وفضل بعضهم على بعض، وأن شكر العبد لربه على تفضيله له على غيره، يقابل بالعافية والزيادة في النعمة، كما في قوله تعالى: مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا النساء/147.
وقوله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ إبراهيم/7.
فالخلاصة: أن الحديث ليس له إسناد ثابت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكن مع ضعف أسانيده، فليس فيه إلا تذّكر العبد لنعم الله عليه وانتباهه إليها وشكر الله عليها، فهذا ذكر مشروع.
ولا حرج على من قال ذلك في المرة بعد المرة، إذا رأى أو تذكر ما ينبهه إلى نعم الله التي أكرم بها، لكن من غير اعتقاد أنه سنة ثابتة، لعدم صحة أسانيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب