تنزيل
0 / 0
3673527/10/2004

حكم التغني بالأذان

السؤال: 47682

هل يجوز التغني بالأذان ؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

يكره التغني بالأذان بحيث يكون على سبيل التطريب والتمديد الزائد
في الحروف ، ما لم يغير المعنى ، فإن غير المعنى صار حراماً لا يصح معه الأذان .

روى ابن أبي شيبة (259) أَنَّ مُؤَذِّنًا أَذَّنَ فَطَرَّبَ فِي
أَذَانِهِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : أَذِّنْ أَذَانًا
سَمْحًا وَإِلا فَاعْتَزِلْنَا .

ومعنى : ” أَذَانًا سَمْحًا” أي : مِنْ غَيْرِ تَطْرِيبٍ وَلا
لَحْنٍ . يُقَال أَسْمَحَ وَسَمَّحَ وَسَامَحَ إذَا سَاهَلَ فِي الأَمْرِ .

انظر : “المغرب” في لغة الفقه ، لأبي المكارم المطرزي الحنفي (ص 234) .

وجاء في “المدونة” (1/159) .

” وَكَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ التَّطْرِيبَ فِي الأَذَانِ
كَرَاهِيَةً شَدِيدَةً ” اهـ .

وقال الإمام الشافعي في “الأم” (1/107) .

” أُحِبُّ تَرْتِيلَ الأَذَانِ وَتَبَيُّنَهُ بِغَيْرِ تَمْطِيطٍ
وَلا تَغَنٍّ فِي الْكَلامِ وَلا عَجَلَةٍ ” اهـ .

وجاء في الموسوعة الفقهية (6/12) .

” وَاتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ التَّمْطِيطَ
وَالتَّغَنِّيَ وَالتَّطْرِيبَ بِزِيَادَةِ حَرَكَةٍ أَوْ حَرْفٍ أَوْ مَدٍّ أَوْ
غَيْرِهَا فِي الأَوَائِلِ وَالأَوَاخِرِ مَكْرُوهٌ , لِمُنَافَاةِ الْخُشُوعِ
وَالْوَقَارِ . أَمَّا إذَا تَفَاحَشَ التَّغَنِّي وَالتَّطْرِيبُ بِحَيْثُ يُخِلُّ
بِالْمَعْنَى فَإِنَّهُ يَحْرُمُ بِدُونِ خِلافٍ فِي ذَلِكَ . لِمَا رُوِيَ أَنَّ
رَجُلا قَالَ لابْنِ عُمَرَ : إنِّي لأُحِبُّك فِي اللَّهِ . قَالَ : وَأَنَا
أَبْغَضُك فِي اللَّهِ , إنَّك تَتَغَنَّى فِي أَذَانِك . قَالَ : حَمَّادٌ يَعْنِي
التَّطْرِيبَ ” اهـ .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن الأذان الملحن : ( أي يؤذن
على سبيل التطريب به كأنما يجر ألفاظ أغنية فإنه يجزئ لكنه يكره ) .

وقال : ( ولكن اللحن – وهو الخطأ المخالف للقواعد العربية –
ينقسم إلى قسمين : قسم لا يصح معه الأذان ، وهو الذي يتغير به المعنى .

وقسم يصح به الأذان مع الكراهة ، وهو الذي لا يتغير به المعنى .
فلو قال المؤذن : ” الله أكبار” فهذا لا يصح ؛ لأنه يحيل المعنى ، فإن أكبار جمع
كَبَر ، كأسباب جمع سبب ، وهو الطبل ) انتهى من الشرح الممتع 2/62 .

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : ( ثم التمديد الزائد عن
المطلوب في الأذان ما ينبغي ، فإن أحال المعنى فإنه يبطل الأذان . حروف المد إذا
أعطيت أكثر من اللازم فلا ينبغي ، حتى الحركات إذا مدت إن أحالت المعنى لم يصح وإلا
كره ) انتهى من فتاوى الشيخ 2/125

والحاصل أن التغني بالأذان مكروه ، وقد يؤدي إلى بطلانه إن حصل
تغيير للمعنى .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android