كيفية صيام داود عليه السلام وكيف نوفق بينه وبين النهي عن صيام يوم الجمعة
السؤال: 47819
أريد معرفة كيفية صيام نبي الله داود عليه الصلاة والسلام ، حيث إن صومه – كما هو معروف – يصوم يوماً ويفطر يوماً كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن قد نُهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم ، فكيف يكون نصوم يوماً ونفطر يوماً ؟ وهل كان يوم الجمعة في عهد داود عليه الصلاة والسلام غير منهي عنه بالإفراد ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً : جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن أفضل الصيام صيام داود : كان يصوم يوماً ويفطر
يوماً ” .
ولا تتعارض هذه الأفضلية مع النهي عن صيام يوم الجمعة ؛ لأن
النهي عن صيام الجمعة إنما هو فيمن خصَّه من بين الأيام ، والذي يصوم صيام داود
عليه السلام ( يصوم يوماً ويفطر يوماً ) لم يتقصد يوم الجمعة بصيام .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
وفي حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله عنه – دليل على أن صوم يوم
الجمعة أو السبت إذا صادف يوماً غير مقصود به التخصيص : فلا بأس به ، لأنه إذا صام
يوماً ، وأفطر يوماً : فسوف يصادف الجمعة والسبت ، وبذلك يتبين أن صومهما ليس بحرام
، وإلا لقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : صم يوماً ، وأفطر يوماً ، ما لم تصادف
الجمعة والسبت .
” الشرح الممتع ” ( 6 / 476 ) .
ثانياً : وأما سؤالك عن حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام في شريعة
داود عليه السلام .
فلا نعلم شيئاً عن الأحكام العملية في شريعة داود عليه السلام من
حيث النهي عن صيام الجمعة أو غيره ، والمعلوم أن لكل نبي شرعة ومنهاجاً ، وهم –
عليهم الصلاة والسلام – عقائدهم واحدة وشرائعهم مختلفة .
قال الله تعالى : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً
وَمِنْهَاجاً ) المائدة/48
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : ” والأنبياء إخوة لعَلاَّت ، أمهاتهم شتَّى ، ودينهم واحد ” .
رواه البخاري (3259) ومسلم (2365) .
ومعنى الحديث : أن دين الأنبياء واحد ، وهو توحيد الله تعالى
وإفراده بالعبادة ، وإن تفرقت شرائعهم ، كمثل الإخوة الذين لهم أب واحد وأمهات شتى
( وهم الإخوة لعَلاّت ) .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟