أنا امرأة أدرس الإسلام وأريد إجابة لبعض الأسئلة .
1- لدي بعض الأصدقاء المسلمين الرجال وصداقتنا قوية وهم يعاملونني كأي فرد منهم ، فإذا أسلمت هل سيتغير تعاملهم معي ؟ مثلا عندما أزور بيوتهم فإن زوجاتهم يكونوا في الداخل وأكون أنا مع الرجال في الخارج نتحدث وتكون النساء مشغولات في المطبخ أو مع الأطفال أو يشاهدن التلفاز بينما نحن نتحدث وأنا لا أريد أن أفقد هذه اللحظات مع أصدقائي .
2- ماذا يجب علي أن أفعل في صلاة الجمعة ؟ أنا أعمل في مكان ظروفه صعبة جدا حيث أن زملائي في العمل ضد المسلمين وأخشى إن أسلمت أن يتغيروا تجاهي .
قرأت في مكان ما أنه يمكن للشخص أن ينيب عنه أحد ما في الصلاة فهل هذا صحيح؟
3- عائلتي من النصارى المتزمتين كما أنني تربيت نصرانية ، وزوجي نصراني أيضا ولكنه لا يمانع دراستي أو ممارستي للإسلام ، فإذا أسلمت فكيف أتعامل مع أهلي ليتركوني وشأني ؟
4- بالطبع فستكون هذه قفزة كبيرة بالنسبة لي وما زال عندي شك هل أنا أعمل الشيء الصحيح أم لا ( أن أكون مسلمة ) ، كيف تكون متأكدا 100% بأنك تفعل الشيء الصحيح ؟
في داخلي أشعر بأنني أفعل الصحيح ولكن عقلي عنده الكثير من التخوفات كما تلاحظ من أسئلتي .
أنا متأكدة من وحدانية الله وكذلك كنت دائما . قرأت كتاب الاختيار لأحمد ديدات وأنا الآن متأكدة من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم كما أنني دائما كنت متأكدة من البعث بعد الموت ولكن لماذا لا زلت أشعر بالتردد ؟ هل أنا جاهزة لأخطو هذه الخطوة الكبيرة ؟
أدعو كثيرا بشأن هذا الموضوع وأتمنى أن أحصل على جواب سريع.
تريد الإسلام وتستصعب أمورا في علاقاتها وأهلها ووظيفتها
السؤال: 4816
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هل ما تريدين الإقدام عليه صحيح ؟ وهل أنت جاهزة لهذه الخطوة الكبيرة ؟ سؤالان مهمان انطوى عليهما كلامك فيما توجّهت إلينا به سائلة ، ونحن إذ نشكرك على هذه الاستشارة فإننا نعتقد بأنّ ما ستقدمين عليه صحيح بلا شكّ ولا ريب ولا توقّف ، لأنّ هذا هو دين الله الذي لا يقبل من عباده غيره كما قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، وربما أنّك قارنت وقرأت واقتنعت بأنّ هذا هو دين الحقّ الذي يجب اتّباعه ، ولا يكفي الشّخص ولا ينجّيه أن يعتقد بوحدانية الله ونبوة محمد عليه السلام والبعث بعد الموت إذا لم ينطق بالشّهادتين ويُمارس شعائر الإسلام ، والذي يبدو لنا بأنّ التردد الحاصل عندك ليس نتيجة لعدم القناعة بالحقّ ولكن لأجل مخاوف – مجموعة مخاوف اجتماعية – تتعلّق بالأصدقاء والأهل والزوج والوظيفة .
جانب من الجواب قد تطرّقنا إليه في السؤال رقم 4775 فنرجو مراجعته ، وبالنسبة لمعارفك المسلمين فإنّك ستجالسين نساءهم لا رجالهم كما تقضي بذلك تعاليم الإسلام وهذا إن شقّ عليك في البداية فسيهون مستقبلا وإذا كانت هؤلاء النسوة منشغلات فابحثي عن نسوة صدق مسلمات تتواصين معهن على الحقّ .
وإذا صدقت مع الله فسيعينك على تخطّي مصاعب الزوج والأهل ، وأما بالنسبة لصلاة الجمعة فإنها غير واجبة على النساء لقول نبي الإسلام عليه السلام : " الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلا أَرْبَعَةً عَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَوْ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيٌّ أَوْ مَرِيضٌ . " رواه أبو داود 901 ، وعلى المرأة أن تصلي الظهر يوم الجمعة أربع ركعات في وقت الظّهر في المكان التي هي فيه ، وأما ما سمعتيه من توكيل الشخص المسلم شخصا آخر ليصلي عنه فغير صحيح على الإطلاق ، والصلاة فرض عين على كلّ مسلم لا تقبل التوكيل ، ولا يجوز لأحد أن يصلي عن أحد ، وعلى أية حال لست محتاجة إلى هذا في صلاة الجمعة لما قد علمْت .
وملخّص قضيتك كلها أنّك تحتاجين للتوكّل على الله والسعي لإرضائه والإقدام على الدّخول في دينه ولو سخط النّاس وما دمت رضيت به ربا وإلها واتّبعت دينه فلن يخيّبك ولن يتخلّى عنك ، ويغلب على ظنّنا أنك مستعدّة إن شاء الله لهذه الخطوة الكبيرة .. وتذكّري ملخّص الجواب : الإقدام ، والتوكّل على الله ، نسأل الله لك التوفيق.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الشيخ محمد صالح المنجد
موضوعات ذات صلة