أنا منذ ولادتي وأنا اتبع الطائفة الإسماعيلية الأغاخانية، وبعد أن قمت بالكثير من البحث عرفت وتأكدت أنهم على ضلال، والآن أريد أن أترك هذه الطائفة، وأن اتبع الإسلام الصحيح، ولكن لا أعلم ماذا أفعل، وكيف أبدأ، هل أذهب إلى المسجد وأنطق الشهادة كما يفعل من يعتنق الإسلام؟ وهل إذا تركت هذه الطائفة ينطبق علي الحديث بأن الإسلام يهدم ما كان قبله؟
نشأ إسماعيليا ويريد الدخول في الإسلام، ولا يدري من أين يبدأ؟
السؤال: 488523
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
مرحبا بك أخانا الكريم مسلما جديدا ، وأخا لنا في الإسلام الصحيح الذي بلغه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملا ، وذلك من خلال القرآن الكريم الذي هو كلام الله ، والأحاديث النبوية الشريفة ، إسلاما صافيا نقيا ، خاليا من البدع والخرافات والضلالات .
ثانيا :
لن نخوض في ضلالات "الإسماعيلية " فإنك بعد البحث ، لاشك أنك وقفت على الكثير منها ، وهو ما جعلك تتأكد أنهم على ضلال .
ولمعرفة شيء من هذا ومعرفة أقوال بعض العلماء فيهم انظر جواب السؤال رقم: (226949 ).
ثالثا:
الطائفة الإسماعيلية ليست مسلمة ، وإن تظاهرت بذلك – فأنت تحتاج إلى الدخول في الإسلام .
ولست في حاجة إلى الذهاب إلى المسجد أو إلى أي مكان آخر ، بل وأنت في بيتك تنطق الشهادتين ، وتتبرأ من مذهب الإسماعيلية ، وبهذا تكون قد دخلت في الإسلام ، ويستحب لك بعد هذا أن تغتسل حتى تطهر ظاهرك ، كما طهرت قلبك بالاعتقاد الصحيح .
وتحتاج الذهاب إلى المسجد من أجل الصلاة مع المسلمين ، ومن أجل التعرف على إخوة لك في الإسلام ، ومن أجل سؤال إمام المسجد عن أي شيء تريد الاستفهام عنه ، مما يخص الأحكام الشرعية ، التي كنت بعيدا عنها طيلة الفترة الماضية من عمرك .
ويتأكد في حقك أن تنتقل إلى مكان آخر سوى مكان نشأتك الذي تكثر فيه هذه الطائفة الباطنية المجرمة ، فإننا لا نأمن عليك شرهم ، وغدرهم ، وهم أهل ذلك ، ومعدنه !!
ثم أنت أيضا بحاجة إلى بيئة أخرى ، تعيش في وسطها ، تعتاد معها على أفعال المسلمين ، صلواتهم في جماعة ، وجمعهم ، وجماعاتهم ، وصومهم ، وسائر شعائرهم ومعاملاتهم .
فبادر بذلك، ولا تعلم أحدا من أهل هذه الطائفة بما أنت عليه من الهدى والحق ، خوفا من أن يكيدوا لك ، أو يغدروا بك ، إذا كان لهم قوة وشوكة في المكان الذي تعيش فيه.
رابعا :
إذا أسلم الكافر ، فإنه يغفر له بإسلامه كل ما فعله من المعاصي قبل الإسلام ، وقد دل على ذلك كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ) الأنفال/38.
وروى مسلم (121) عن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رضي الله عنه قال : " لَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ، قَالَ: فَقَبَضْتُ يَدِي، قَالَ: (مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟) قَالَ : قُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ . قَالَ : (تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟) قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ: (أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ).
(الإِسْلام يَهْدِم مَا كَانَ قَبْله) أَيْ : يُسْقِطهُ وَيَمْحُو أَثَره . قاله النووي في "شرح مسلم" .
فأبشر !
فإنك بإسلامك تُمحى عنك كل سيئاتك السابقة ، وتبدأ عملك بصحيفة أعمال نقية ، لا سيئة فيها ، فاحرص على أن تكون كذلك باستمرار ، فداوم مع طاعة الله تعالى ، وإن غلبتك نفسك يوما ما ، فبادر بالتوبة ، فإن التوبة تمحو الذنب ، وتجعله كأنه لم يكن ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ ) رواه ابن ماجه (3427)، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة" . فتبقى صحيفة عملك بعد التوبة نقية أيضا .
بل نبشرك بما هو أعظم من هذا: حسناتك التي فعلتها قبل الإسلام لن تضيع عليك ، فلك ثوابها ، بشرط أن تحسن فيما تستقبل من أيامك .
روى البخاري (6921)، ومسلم (334) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضى الله عنه قَالَ : قَالَ رَجُلٌ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِى الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: (مَنْ أَحْسَنَ فِى الإِسْلاَمِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمَنْ أَسَاءَ فِى الإِسْلاَمِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ).
نسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك ، وأن يزيدك هدى وثباتا.
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة