هل يجوز حفظ القرآن أثناء قيام الليل، والاستمرار في ترديد الآية بدلا من القراءة، هل هذا جائز؟
ما حكم تكرار الآية في الصلاة لأجل حفظها؟
السؤال: 495505
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
تكرار الآية في الصلاة، دلت السنة على مشروعيته إن كان على سبيل الخشوع والتدبر.
كما عند الإمام أحمد في “المسند” (35 / 256)، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فَقَرَأَ بِآيَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، يَرْكَعُ بِهَا وَيَسْجُدُ بِهَا: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
وقال محققو المسند: إسناده حسن.
سُئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:
” ما حكم ترديد الإمام لبعض آيات الرحمة أو العذاب؟
فأجاب: لا أعلم في هذا بأسا لقصد حث الناس على التدبر والخشوع والاستفادة، فقد روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه ردد قوله تعالى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) انتهى. “مجموع فتاوى الشيخ ابن باز” (11 / 343).
ثانيا:
وأما تكرار الآية لأجل حفظها بدلا من التلاوة في الصلاة، فالحفظ ليس من أعمال الصلاة، وإنما على المصلي أن ينشغل بما هو مشروع في الصلاة عما ليس بمشروع.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ، فَيَرُدُّ عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ سَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، وَقَالَ: ( إِنَّ فِي الصَّلاَةِ شُغْلًا ) رواه البخاري (1199)، ومسلم (538).
قال النووي رحمه الله تعالى:
” قوله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ فِي الصَّلاَةِ شُغْلًا ) معناه؛ أن المصلي وظيفته أن يشتغل بصلاته، فيتدبّر ما يقوله، ولا يعرج على غيرها؛ فلا يرد سلاما ولا غيره ” انتهى من “شرح صحيح مسلم” (5/27).
والخلاصة:
الانشغال في الصلاة بتكرار الآية لحفظها، هو عمل لا يلائم صفة الصلاة، بل المطلوب من القراءة في الصلاة هو التدبر والخشوع، فلا ينبغي أن ينشغل المصلي عن أعمال الصلاة، بما ليس منها.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب