هل يجوز قول الأطفال أحباب الله؟
هل يصح وصف الأطفال بأنهم (أحباب الله)؟
السؤال: 498177
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
لا ينبغي نسبة شيء إلى الله إثباتاً أو نفياً دون دليل صحيح.
فقد جاءت نصوص صريحة فيمن يحبهم الله سواء بصفاتهم أو بأشخاصهم، فمن ثبت ذلك في حقهم أثبتناه لهم.
كقول تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ البقرة/222]، وقوله: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ البقرة/195، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ التوبة/4.
وقوله صلى الله عليه وسلم فيمن كان يقرأ سورة الإخلاص في كل ركعة: أخبروه أن الله يحبه رواه البخاري (6940).
وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: يقول: قال الله عز وجل: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ رواه أحمد (22030).
وقوله صلى الله عليه وسلم فيمن زار أخا له في الله: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه رواه مسلم (2567).
ولولا أن هذا الباب توقيفي، ولا يسوغ القول فيه توقعا، وتظننا، أو استحسانا؛ لما كان هناك كبير معنى لتخصيص "رسول" من الله، ليعلم هذا الزائر؛ بأن الله قد أحبه!!
ثانياً:
الأطفال الذين لم يبلغوا الحنث اختلف أهل العلم في مصيرهم في الآخرة، هل كلهم يدخلون الجنة، أم يدخلها أطفال المسلمين، ويمتحن أطفال الكافرين فيجيب بعضهم فيدخل الجنة، ويعرض البعض فيدخل النار. وقد سبق بيان ذلك بإجابة مفصلة في الموقع فيحسن الرجوع إليها: (284598).
وإذا كان الخلاف في مصيرهم؛ فعبارة (الأطفال أحباب الله) على إطلاقها لا تنسجم مع ذلك، لأنّ من أحبه الله أدخله الجنة قطعاً، وإن أراد بعبارة (أحباب الله) أطفال المسلمين فالأمر أخف.
وفي "صحيح مسلم" (2662)، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: "تُوُفِّيَ صَبِيٌّ فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ!!
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَوَ لَا تَدْرِينَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ، وَخَلَقَ النَّارَ فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا، وَلِهَذِهِ أَهْلًا ؟! .
وقد سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: " هل يوصف الأطفال بأنهم أحباب الله؟
فأجاب: الأطفال لا يوصفون بأنهم أحباب الله ولا أعداء الله لأنهم ليسوا مكلفين" انتهى .
وعليه؛ فالأفضل ترك هذا التعبير ولو كان المراد به أطفال المسلمين.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة