ما حكم رفع إمام المسجد صوته بالأذكار بعد صلاة التراويح؟

تلاوة هذه الأذكار جملة جهرا لا يعرف لها دليل.

أما الذكر بعد التروايح وصلاة الوتر بقوله:  سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، رب الملائكة والروح .

فهذا قد ورد في بعض الروايات.

سُئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

" ما يقول بعد الانتهاء من الوتر ؟

فأجاب:

يقول: سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، ويمدها في الثالثة سبحان الملك القدوس، يمدها قليلًا، رب الملائكة والروح، في آخرها، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك إذا 

سلَّم من الوتر، يقول: سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، ويمدها في الثالثة قليلًا، زاد الدارقطني بإسناد صحيح: رب الملائكة والروح، في الأخيرة " انتهى. "فتاوى الدروس"

وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال رقم: (221433).

وأما جملة: ( جل في السموات بالعزة والجبروت … وقهرت العباد بالموت ).

فقد ذكره الغزالي رحمه الله تعالى:

" ثم يستحب بعد التسليم من الوتر أن يقول: سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح، جللت السموات والأرض بالعظمة والجبروت، وتعزَّزْت بالقدرة، ‌وقهرت ‌العبادَ ‌بالموت " انتهى. "إحياء علوم الدين" (1 / 343).

ولا نعلم لهذا الذكر أصلا في السنة والأثر.

وأما عبارة: ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك. وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا ملجأ منك إلا إليك ).

فقد ورد قريبا منها ذكر مشروع في صلاة الوتر، من أهل العلم من يرى أنه ذكر في داخل الصلاة، ومنهم من يرى أن يذكر بعد الصلاة.

وقد سبق بيان كل هذا في جواب السؤال رقم: (335736).

وأما الاستغفار: فيُستأنس له بعموم حديث ثَوْبَانَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ: ‌اسْتَغْفَرَ ‌ثَلَاثًا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. قَالَ الْوَلِيدُ: فَقُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: كَيْفَ الْاِسْتِغْفَارُ؟ قَالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ  رواه مسلم (591)).

وطالع للفائدة جواب السؤال رقم: (279643).

الخلاصة:

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد سلامه من الوتر: ( سبحان الملك القدوس )، ولم يرد أنه كان يقوله بصوت مرتفع يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب.

وأما: ( جل في السموات بالعزة والجبروت … وقهرت العباد بالموت ) فلا نعلم له مستند من السنة.

وأما سائر الأذكار فقولها من غير جهر أمرها محتمل، فأدلتها محتملة وليست بصريحة.

والله أعلم.