هل الدعاء لزيادة الطول يعتبر من التعدّي في الدعاء؟ هل عمل تغيير خطوط الفكّ، وهو أمر شائع جدا عند الصغار هذه الأيام يعتبر تغييرا لخلق الله إذا تم عن طريق التمرين وليس عن طريق الجراحة؟
ما حكم الدعاء بزيادة الطول؟ وهل يجوز تغيير خطوط الفك عبر التمارين؟
السؤال: 506997
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
إذا جاوز الإنسان مرحلة النمو، بحيث أصبح الطول غير ممكن عادة، كان الدعاء بالطول اعتداء.
ومما وقفنا عليه بشأن السن الذي يتوقف فيه طول الرجل:
"تبدأ طفرة النمو عند الذكور في بداية سن البلوغ أي ما بين 10-13 عام، وعادة ما يستمر نموهم حتى 16 عام، ولكن قد يستمرون بالنمو بعد تلك الفترة حتى بداية سن العشرين.
ورداً أيضاً على سؤال متى يتوقف طول الرجل، هناك عوامل أخرى أيضاً تؤثر على ذلك، مثل:
الجينات الموروثة من الأب والأم، فهي من أهم العوامل التي تلعب دوراً مهماً في النمو، حيث تؤثر على مقدار النمو بنسبة 80%.
مستويات الهرمونات في الدم، مثل: هرمونات النمو، وهرمونات الغدة الدرقية، والهرمونات الجنسية وفيما إذا كان هناك اضطراب في مستوياتهم.
النظام الغذائي المتبع، ومدى وجود العناصر الغذائية الضرورية فيه.
مستوى النشاط في مرحلة الطفولة.
تغذية الأم أثناء الحمل.
الحالة الصحية، وهل هناك أي أمراض مزمنة تؤثر على النمو.
وجود اضطرابات جينية لبعض الحالات الوراثية؛ مثل: متلازمة داون ومتلازمة مارفان" انتهى من "موقع الطبي".
فإذا قال الأطباء والمختصون: إن الرجل بلغ سنا يستحيل معه الطول عادةً، كان سؤال الطول اعتداء؛ لما فيه من إساءة الأدب مع الله بسؤاله ما جرت سنّته في الخلق على خلافه.
وقد روى أبو داود (96) وابن ماجه (3864) وأحمد (16847) أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها. فقال: أي بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
قال القرافي رحمه الله: " القسم الثاني من المحرم الذي لا يكون كفرا: أن يسأل الداعي من الله تعالى المستحيلات العادية، إلا أن يكون نبيا؛ فإن عادة الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – خرق العادة فيجوز لهم ذلك، كما سألوا نزول المائدة من السماء، وخروج الناقة من الصخرة الصماء …
وأما المحرم فله أمثلة:
(الأول) أن يسأل الله تعالى الاستغناء عن التنفس في الهواء ليأمن الاختناق على نفسه، وقد دلت العادة على استحالة ذلك.
(الثاني) أن يسأل الله تعالى العافية من المرض أبد الدهر، لينتفع بقواه وحواسه وأعضائه أبد الدهر، وقد دلت العادة على استحالة ذلك.
(الثالث) أن يسأل الله تعالى الولد من غير جماع، أو الثمار من غير أشجار وغراس، وقد دلت العادة على استحالة ذلك، فطالب ذلك مسيء الأدب على الله تعالى …
بل يجب على كل عاقل أن يفهم عوائد الله تعالى في تصرفاته في خلقه، وربطه المسببات بالأسباب في الدنيا والآخرة، مع إمكان صدورها عن قدرته بغير تلك الأسباب، أو بغير سبب البتة، بل رتب الله تعالى مملكته على نظام، ووضعها على قانون قضاه وقدره؛ لا يُسأل عما يفعل [الأنبياء: 23] = فإذا سأل الداعي من الله تعالى تغيير مملكته، ونقض نظامه، وسلوكَ غيرِ عوائده في مُلكه؛ كان مسيئا الأدب عليه عز وجل، بل ذلك سوء أدب على أدنى الملوك بل الولاة" انتهى من الفروق (4/ 368).
ثانيا:
المقصود بخطوط الفك: حدود الفك ومظهره الجانبي.
ولا حرج في إبراز خطوط الفك عبر التمارين، دون جراحة أو حقن بالفيلر.
وهذه التمارين-حسبما وقفنا عليه- لها فوائد أخرى غير إبراز معالم وخطوط الفك، وينظر هذا الرابط.
وأما الحقن أو الجراحة: فلا تجوز إلا إذا كانت علاجا لتشوّه.
وينظر: جواب السؤال رقم (47694) ورقم (193311)
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة