أعرف أن تركيب الأظافر من الوصل المحرم، لكن حاليا ظهر منتج جديد، وهو عبارة عن خاتم يوجد فيه ظفر، يمكن أن يفتح في أي وقت، الوضوء أو الاكل، فهل يعتبر من الوصل، برغم انه لا يلصق فقط يلبس كالخاتم؟
هل يجوز للمرأة لبس خاتم الظفر؟
السؤال: 524972
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
لا يجوز استعمال الأظافر الصناعية لأجل الزينة والتجمل؛ لما في استعمالها من الضرر على محالها، مع في ذلك من التشبه بالحيوانات، ومخالفة الفطرة؛ فإن الفطرة قص الأظافر لا تطويلها.
روى مسلم (261) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ) قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ زَادَ قُتَيْبَةُ، قَالَ وَكِيعٌ: ” انْتِقَاصُ الْمَاءِ: يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ “.
وأما المضار، فمنها:
– أن المواد التي تستخدم في أظافر الأكريليك هي كيماوية، ووجودها على الجلد قد يسبب الحساسية أو الالتهاب أو التورم.
– أنها سبب رئيس لانتقال العدوى، ويعود ذلك إلى أن القائمين على أعمال التركيب قد لا يقومون بتعقيم الأدوات المستخدمة، مثل: المبرد، والمقص، وبالتالي تنتقل الأمراض بسهولة.
– إزالتها تتم من خلال نقعها بمادة الأسيتون لفترة تتجاوز العشر دقائق، حيث يسبب تكرار استنشاق هذه المادة عند كل عملية تركيب جديدة إلى أضرار صحية كبيرة على الجهاز التنفسي.
– الصمغ الخاص بلصق الأظافر الاصطناعية يؤدي إلى تجفيف الزيوت الطبيعية، والذي يؤدي بدوره إلى تكسير الأظافر وفقدان الظفر الطبيعي.
– تعرض تلك الأظافر لتشابك مع أي جسم آخر سرعان ما يؤدي إلى انكسارها ومعها الأظافر الطبيعية، وبالطبع يكون ذلك مؤلمًا للغاية وقد يعقبه الإصابة بالالتهاب.
– تغير لون الأظافر الطبيعية أو ضمورها مع الوقت.
– أنها سبب رئيس في تكون وتكاثر البكتيريا والفطريات.
انتهى من مقال بعنوان “أظافر الأكريليك: معلومات عليك معرفتها قبل استخدامها“.
وجاء في “فتاوى اللجنة الدائمة” (17/ 133): “لا يجوز استخدام الأظافر الصناعية، والرموش المستعارة، والعدسات الملونة، لما فيها من الضرر على محالها من الجسم، ولما فيها أيضا من الغش والخداع، وتغيير خلق الله” انتهى.
وأما وضع الأظفار الصناعية للعلاج والتداوي، كما لو لو قلع شيء من أظفاره وضع محلها ظفرا صناعيا، فلا حرج في ذلك، كما في جواب السؤال رقم: (186391).
وأما الوصل فإنه يكون في الشعر، كالباروكة، والرموش الصناعية.
ثانيا:
وجود هذه الأظافر يمنع صحة الوضوء، ويتبعه عدم صحة الصلاة؛ إذ من شرط الوضوء: إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة؛ ليتحقق غسل العضوء كما أمر الله.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) المائدة/6
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: (فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ) رواه أبوداود (332)، وصححه الألباني في “صحيح أبي داود”.
قال النووي رحمه الله في “المجموع” (1/ 456): “إذا كان على بعض أعضائه شمع أو عجين أو حناء وأشباه ذلك، فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو، لم تصح طهارته، سواء أكثر ذلك أم قل” انتهى.
وقال في “منار السبيل” (1/25) في بيان شروط صحة الوضوء: ” (وإزالة ما يمنع وصوله) إلى البشرة ليحصل الإسباغ المأمور به” انتهى.
ثالثا:
أما “خاتم الظفر” فإذا لم يكن الظفر طويلا، فلا حرج في لبسه لعدم وجود الضرر، ولإمكان نزعه عند الوضوء والغسل، فإن كان الظفر طويلا، كان مكروها؛ لما فيه من مخالفة الفطرة والتشبه بالحيوانات ذات الأظفار والمخالب.
والتشبه بالحيوانات مذموم.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ” التشبه بالحيوان لم يأتِ في الكتاب والسنة إلا في مقام الذم. قال الله تبارك وتعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شئنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ) وقال الله تبارك وتعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه) وقال: (ليس لنا مثل السوء) وقال صلى الله عليه وسلم: (الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارا) ” انتهى من “فتاوى نور على الدرب” (22/ 2).
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة