ما حكم الألعاب التي يسافر بها اللاعب عبر الزمن، أو الألعاب التي يتمكن اللاعب من أن يبطئ الزمان لفتره محدودة؟ وهل يكفر لاعبها؟ وأيضا حكم الألعاب التي ينتقل صاحبها عبر العوالم من عالم إلى آخر عبر بوابه؟
أولا:
السفر عبر الزمن الماضي حقيقةً لا يمكن؛ إذ لو جاز أن يعود إلى الماضي، لشاهد الأمم السابقة ولشهد خلق السموات والأرض، وذلك ما نفاه الله تعالى بقوله: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ) الكهف/51.
وقال سبحانه: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ) إبراهيم/9، فلو كان السفر عبر الماضي ممكنا لأمكن العلم بحال هذه الأمم.
ولو جاز السفر للماضي، لأمكن أن نرى النبي صلى الله عليه وسلم ونكون صحابة!
ودعوى السفر إلى المستقبل: لا تقبل أصلا، بل هي كاذبة في نفسها؛ لأنها تتضمن دعوى علم الغيب، والإنسان لا يعلم ما سيكون في غد حتى يسافر إليه، لا ما يتعلق بسنّه وهيئته وعمله وتصرفه، ولا ما يتعلق بغيره، وقد قال تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) النمل/65، وقال: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) الأنعام/59، وقال سبحانه: (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف/188.
وقال: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) لقمان/34.
ثانيا:
أما اللعب بألعاب تتضمن السفر عبر الزمن: فنرجو أن يكون من باطل اللهو الذي لا بأس به؛ إذا توفرت الشروط التالية:
1-ألا يصحبها اعتقاد محرم، كاعتقاد جواز السفر حقيقة عبر الزمن.
2-ألا تشتمل على محذور، كالموسيقى، أو تعظيم الأصنام أو الصلبان، أو مقاتلة الكفار للمسلمين، أو صراع أهل الأرض مع أهل السموات.
وبنظر: جواب السؤال رقم: (2898)، ورقم: (98769)، ورقم: (97681).
3-ألا تشغل عن واجب، كصلاة الجماعة وبر الوالدين.
وقد سئل الشيخ عبد الله بن محمد الطيار حفظه الله: " ما حكم الألعاب الإلكترونية التي تحتوي على السفر عبر المستقبل والماضي؟
فأجاب: الإسلام لا يمنع الترويح عن النّفس، وتحصيل اللّذة المباحة، بالوسائل المباحة.
والأصل في مثل هذه الألعاب الإلكترونية هو الإباحة، إذا لم تصدّ عن واجب شرعيّ، كإقامة الصلاة، وبرّ الوالدين، وإذا لم تشتمل على أمر محرّم – وما أكثر المحرّمات فيها – ومن ذلك ما يلي :
1-الألعاب التي تصور حروبا بين أهل الأرض الأخيار، وأهل السماء الأشرار، وما تنطوي عليه مثل هذه الأفكار من اتّهام الله تعالى، وعدم توقيره، والطعن في الملائكة الكرام .
2-الألعاب التي تقوم على تقديس الصّليب وغيره من رموز الكفر، وأنّ المرور عليه يعطي صحة وقوة ….. ونحو ذلك. وكذلك ألعاب تصميم بطاقات أعياد الميلاد في دين النصارى .
3-الألعاب التي تقرّ السّحر وتعظمه أو تمجّد السّحرة.
أما اللعب بمثل هذه الألعاب – الواردة في السؤال – إذا كانت غير مشتملة على اعتقاد فاسد، أو أمر محرم كغناء وموسيقى ونحوه: فلا حرج فيها؛ لأن هذا من باب اللعب والترفيه ، وليست هذه الأمور حقيقية ولا أحدًا من اللاعبين يعتقد صحتها .
والأصل أن أمور اللعب يتساهل فيها، ولذلك أبيح اللعب بالألعاب المجسمة للبنات، وإن كان فيها ما هو على خلاف الواقع، كالفرس ذي الأجنحة التي كانت تلعب بها عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
والأولى للمسلم أن يشغل وقته بما يعود عليه بالنفع في أمر دينه ودنياه". انتهى من موقع الشيخ.
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم: (377782).
والله أعلم.