0 / 0
10/01/2025

ما فائدة الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم بالبركة بعد موته؟

السؤال: 544127

في الصلاة الإبراهيمية على الرسول صلى الله عليه وسلم ندعو للرسول بالبركة .. فهذا منطقى في حياة الرسول .. لكن بعد وفاته بماذا تفيده صلى الله عليه وسلم وكيف تفيد آله رضي الله عنهم أجمعين وسيدنا إبراهيم وكلهم أموات .. وهل لو توقفت عن الدعاء بالبركة واكتفيت بالصلاة والسلام فقط على رسول الله فيه ذنب علي أو خطأ في عقيدتي .. وجزاكم الله خيرا ..

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

الصلاة الإبراهيمية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته عامة لزمن حياته وبعد موته صلى الله عليه وسلم، وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم.

ولا إشكال في الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم بالبركة؛ لأنّ معناها يتضمن ما يصلح في حياته وبعد موته.

فالبركة هي الدعاء بزيادة الخير الذي أعطاه الله إياه من الأمور الحسية والمعنوية وإدامتها وانتشارها.

فالبركة في زمن النبي تشمل أموره الحسية والمعنوية، وبعد موته تشمل دعوته ورسالته وما تركه في الأمة من الأثر ورفعة مكانته في العالمين.

قال ابن الأثير رحمه الله:

“وبارك على محمد وعلى آل محمد” أي أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة، وهو من برك البعير إذا ناخ في موضع فلزمه. وتطلق البركة أيضا على الزيادة” انتهى من “النهاية في غريب الحديث” (1/ 120).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

“والبركة هي: النماء والزيادة في كل شيء من الخير، فما هي البركات التي تدعو بها للرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد موته؟ ففي حياته ممكن أن يبارك له في طعامه، في كسوته، في أهله، في عمله.

فأما البركة بعد موته: فبكثرة أتباعه وما يتبع فيه، فإذا قدرنا أن شخصا أتباعه مليون رجل، وصار أتباعه مليونين فهذه بركة…،

فنحن ندعو للرسول صلى الله عليه وسلم بالبركة، وهذا يستلزم كثرة أتباعه، وكثرة عمل أتباعه؛ لأن كل عمل صالح يفعله أتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فله مثل أجورهم إلى يوم القيامة.” انتهى من “الشرح الممتع على زاد المستقنع” (3/ 153).

وبهذا يكون الدعاء للنبي بالبركة بعد موته لا يشتمل على شيء من المحظورات، فالبركة المرجوة بعد الموت هي الزيادة في الخيرات مع دوامها واستمرارها، في الأثر، وأجر من عمل بعمله من خير إلى يوم الدين، وانتشار شريعته وكثرة أتباعه وغير ذلك من الخير.

ثانيا:

وأما التوقف عند الدعاء بالبركة للنبي صلى الله عليه وسلم: فنعم، هذا خطأ شنيع، وسوء أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، وجفاء طبع، لا يليق بمحبته الواجبة على كل عبد مؤمن.

ثم إذا كان ذلك في التشهد، كان أبعد في المخالفة، وأمعن في المعصية وسوء الأدب، فإن النبي صلى الله عليه وسلم علم أصحابه التشهد، كما يعلمهم السورة من القرآن، وهذا من جملة التشهد الواجب في الصلاة.

فقد روى البخاري (6265) عن ابْن مَسْعُودٍ قال : “عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ”.

وروى مسلم (403) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ فَكَانَ يَقُولُ التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ”.

وفي هذه الألفاظ التوقيفية، المحفوظة بتعليم النبي صلى الله عليه وسلم: السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدعاء له بالبركة.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (176950)، ورقم: (98031)، ورقم: (34535).

فدع عنك يا عبد الله، وساوس الشياطين، وأوهام العقول، وخيالات الظنون الكاذبة؛ وأكثر من الصلاة والسلام والتبريكات، على النبي الخاتم، الهادي الشفيع؛ عليه صلوات الله وتسليماته وبركاته، وعلى آل بيته الطيبين، وأصحابه الغر الميامين.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android