حكم قبض اليدين في الصلاة
السؤال: 59957
ما حكم قبض اليدين في الصلاة ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً : قبض اليدين في الصلاة يعني : وضع اليد اليمنى على اليسرى
في حال القيام سنة من سنن الصلاة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال بها
جماهير أهل العلم .
قال ابن قدامة رحمه الله :
” أما وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة : فمن سنتها في قول كثير
من أهل العلم , يروى ذلك عن علي وأبي هريرة والنخعي وأبي مجلز وسعيد بن جبير
والثوري والشافعي وأصحاب الرأي , وحكاه ابن المنذر عن مالك ” انتهى
.
“المغني” (1/281) .
وقال علماء اللجنة الدائمة :
” القبض في الصلاة وضع كف اليد اليمنى على اليد اليسرى ، والسدل
في الصلاة إرسال اليدين مع الجانبين ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وضع
يده اليمنى على اليسرى في الصلاة حال القيام للقراءة ، وحال القيام بعد الرفع من
الركوع ، وذلك فيما رواه أحمد ومسلم عن وائل بن حجر رضي الله عنه ( أنه رأى النبي
صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة وكبر ، ثم التحف بثوبه ، ثم وضع
اليمنى على اليسرى ، فلما أراد أن يركع أخرج يديه ثم رفعهما وكبر فركع فلما قال سمع
الله لمن حمده رفع يديه فلما سجد سجد بين كفيه ) وفي رواية لأحمد وأبي داود : ( ثم
وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد ) ، وفيما رواه أبو حازم عن سهل بن
سعد الساعدي قال : ( كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى
في الصلاة ) ، وقال أبو حازم : لا أعلمه إلا ينمي – أي : رفعه وينسبه – ذلك إلى
النبي صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد والبخاري .
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثٍ أنه سدل يديه
وأرسلهما مع جنبيه في القيام في الصلاة ” انتهى .
“فتاوى اللجنة الدائمة” (6/365، 366) .
ثانياً :
وأما مكان وضعهما فعلى الصدر .
روى ابن خزيمة (479) عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال : صليت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره .
صححه الألباني في “تحقيق صحيح ابن خزيمة” .
وقال الألباني في “صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم” (ص 69) :
” وضعهما على الصدر هو الذي ثبت في السنة ، وخلافه إما ضعيف أو
لا أصل له ” انتهى .
وقال السندي في حاشية ابن ماجه :
” وَبِالْجُمْلَةِ فَكَمَا صَحَّ أَنَّ الْوَضْع هُوَ السُّنَّة
دُون الإِرْسَال ثَبَتَ أَنَّ مَحَلّه الصَّدْر لا غَيْر ، وَأَمَّا حَدِيث : (
أَنَّ مِنْ السُّنَّة وَضْع الأَكُفّ عَلَى الأَكُفّ فِي الصَّلاة تَحْت السُّرَّة
) فَقَدْ اِتَّفَقُوا عَلَى ضَعْفه ” انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
” وهذه الصفة – أعني : وَضْع اليدين تحت السُّرَّة – هي المشروعة
على المشهور مِن المذهب ، وفيها حديث علي رضي الله عنه أنه قال : ( مِن السُّنَّةِ
وَضْعُ اليدِ اليُمنى على اليُسرى تحت السُّرَّةِ ) – رواه أبو داود وضعفه
النووي وابن حجر وغيرهما – .
وذهب بعضُ العلماء : إلى أنه يضعها فوق السُّرة ، ونصَّ الإِمام
أحمد على ذلك .
وذهب آخرون مِن أهل العِلم : إلى أنه يضعهما على الصَّدرِ ، وهذا
هو أقرب الأقوال ، والوارد في ذلك فيه مقال ، لكن حديث سهل بن سعد الذي في البخاري
ظاهرُه يؤيِّد أنَّ الوَضْعَ يكون على الصَّدرِ ، وأمثل الأحاديث الواردة على ما
فيها من مقال حديث وائل بن حُجْر أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان يضعُهما على
صدرِه ) .
“الشرح الممتع” (3/36، 37) .
ثالثا ً :
وأما صفة وضعهما : فلذلك صفتان :
الأولى : أن يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد .
الثانية : أن يقبض بيده اليمنى على اليسرى
وانظر أدلة ذلك في جواب السؤال (41675)
.
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة