وقعت عيني في مجلة قديمة الإصدار ، ومما أثارني فيها هو التالي – وسأذكر لكم عبارات المجلة كما وردت عن الشاي وفوائده – : ( يمكن الاختلاف بين الشاي الأخضر والأسود في طريقة الحفظ و ” التخمير ” بعد القطف ، ويتم الحصول على الشاي الأسود المشهور بالشاي السيلاني أو الإنجليزي من الشاي الأخضر ، وذلك بعد قطف الأوراق الغضة وتجفيفها بأسلوب بسيط وتخضع للترطيب والنقع حتى ” التخمير ” .
سؤالي هو : هل عملية تخمير الشاي هذه تعتبر حراماً ؟.
هل يحرم تخمير الشاي ؟!
السؤال: 60212
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
تخمير الشاي الوارد ذِكره في المقال ليس هو التخمير الذي يحصل للعنب والتمر وغيرهما من أجل الإسكار ، وإنما معنى التخمير هنا هو ” الأكسدة ” ، ومعناها : تعريض الشاي للأكسجين لمدة 3 ساعات على حسب قول أهل الخبرة .
فالشاي الأخضر تعامل أوراقه بعد قطفها بالبخار ثم تجفف مباشرة ، ولا يتعرض لأي أكسدة بل يحتفظ بالتركيبة نفسها الموجودة في الشاي الطازج .
وأما الشاي الأحمر – أو الأسود – : فتفرد أوراقه بعد جمعها في طبقات رقيقة على شبكة من السلك أو الخيش للتخلص من الماء الزائد ، ثم تفتت الأوراق وتنخَّل ، ويطبق على القطع الصغيرة عملية تخمير ( أكسدة ) ، وذلك بتعريض أوراق الشاي الطازجة للأكسجين لمدة 3 ساعات حيث يفقد فيها الشاي اللون الأخضر و يصبح داكن اللون لنحصل بعدها على الشاي الأسود ، ويسمى ” الشاي الأسود ” باعتبار أصل أوراقه ، و ” الأحمر ” باعتبار لونه بعد صنعه .
وإذا كان هذا التعريض للأكسجين جزئيّاً فإننا نحصل على شاي شبه مخمر بين الأخضر والأسود ، ويسمى ” التنين ” ، ويجمع في صفاته ونكهته بين الأسود والأخضر .
انظر : ” موسوعة الأعشاب الطبية ” للدكتور الصيدلي أحمد محمد عوف ، و ” قاموس الغذاء والتداوي بالنبات ” أحمد قدامة ، دار النفائس ، وكتاب ” الغذاء لا الدواء ” للدكتور صبري القبَّاني ، دار العلم للملايين ، وكلها مرتبة على الحروف الهجائية .
هذا ما وقفنا عليه من كلام أهل الخبرة بهذا المجال ، وبه يتبين أن عملية تخمير أوراق الشاي ليست حراماً ، وأن تخميره هو تعريضه للأكسجين ، ولا نعرف أن أحداً من أهل العلم حرَّمه.
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – :
يقول البعض : إن الشاي هو منالخمور ، لأن تحضيره يتم عن طريق تخمير أوارق نبات
الشاي الأخضر لتصبح سوداء؟
فأجاب :
لا أصل لهذا القول فيما نعلم .
فتاوى إسلامية – ( 3 / ص 441) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب