تركت الطيور حتى ماتت فهل تأثم؟
السؤال: 65567
نحن كنا نربي عصافير ، وكانت أمي تطعمهم ، وكانت تسمع أنه من الغلط أن تأتي بجانب الطيور أثناء الدورة ، وكلفتني بإطعامهم ، وكنت أخاف منهم في بعض الأوقات لأنهم يعضون ، وكنت أنسى أوقاتاً إلى أن نسيتهم تماما ، فماتوا ، فكيف نكفر عما فعلنا ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
لا أصل للاعتقاد بعدم جواز قربان الطيور أثناء الدورة الشهرية
للمرأة ، وليس هناك علاقة بين الأمرين ، فالواجب التخلي عن مثل هذه الاعتقادات ،
وللحائض أحكام خاصة ليس منها مثل هذا الأمر ولا قريب منه .
وقد اتفق العلماء على جواز قيام المرأة وهي حائض بذبح الحيوانات
.
انظر : “المغني” (13/311) .
ثانياً :
الواجب على من كان عنده هذه الطيور أو غيرها من البهائم أن يقوم
على رعايتها ، فإذا كان لا يستطيع ذلك فعليه الاعتذار عن القيام بهذه المهمة ، أو
بيعها أو ذبحها إن كان مما يؤكل .
وقد ورد الوعيد الشديد فيمن حبس حيواناً ولم يطعمه أو يسقيه حتى
مات .
قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله :
” ومن ملك بهيمة لزمه القيام بها , والإنفاق عليها ما تحتاج إليه
, من علفها , أو إقامة من يرعاها ; لما روى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها
تأكل من خشاش الأرض ) متفق عليه . فإن امتنع من الإنفاق عليها , أُجْبِر على ذلك
فإن أبى أو عجز , أُجْبِر على بيعها , أو ذبحها إن كانت مما يذبح ” انتهى
. ” المغني ” ( 8 / 205 ) .
وقال الشوكاني – تعليقا على شرح حديث ” حبس الهرة ” – :
” وقد استدل بهذا الحديث على تحريم حبس الهرة وما يشابهها من
الدواب بدون طعام ولا شراب ؛ لأن ذلك من تعذيب خلق الله , وقد نهى عنه الشارع …
قال النووي : والأظهر أنها كانت مسلمة (يعني : هذه المرأة) وإنما دخلت النار بهذه
المعصية ” انتهى . “نيل الأوطار” (7/7) .
وجاء في “الموسوعة الفقهية” (5/119، 120) :
” يجوز حبس حيوان لنفع , كحراسة وسماع صوت وزينة ,
وعلى حابسه إطعامه وسقيه لحرمة الروح ” انتهى .
وسبق في جواب السؤال رقم (
48008 ) :
” يجوز الاحتفاظ بطيور الزينة ومثيلاتها في أقفاص خاصة من أجل
منظرها أو صوتها ، بشرط تقديم الطعام والشراب لها ” انتهى .
وانظري الجواب بتفصيله هناك ففيه زيادات وفوائد .
ثالثاً :
إن كان عذركِ في عدم إطعام تلك الطيور حتى ماتت هو النسيان لها
وعدم التعمد فهو عذر شرعي ، نسأل الله أن يعفو عنكِ بسببه ، قال الله تعالى : ( لا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا
اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )
البقرة/286 . وقد أجاب الله تعالى دعوة المؤمنين هذه فقال : ( قد
فعلت ) كما رواه مسلم (126) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
.
وقال الله تعالى : ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا
أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ) الأحزاب/5
.
وحيث إنك لم تتعمدي قتلها فلا حرج عليك إن شاء الله .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة