0 / 0
58,58731/12/2004

تبادل الكلام العاطفي والأفعال العاطفية بين الخاطبين هل يؤثر على الصوم؟

السؤال: 65698

خطيبي مسلم . تعلمت بعد بحث وتقصٍ معنى رمضان والحكمة من صومه . أرجو إفادتي عما هو مباح وغير مباح من الكلام العاطفي وبعض الأفعال العاطفية (مثل تشابك الأيدي والتعبير عن الحب لبعضنا البعض وغير ذلك) خلال الصيام .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

يباح للصائم أن يتبادل مع زوجته (التي عقد عليها) كلمات تدل على المحبة والحنان ، كما يباح له بعض الأفعال العاطفية كتقبيل زوجته أو معانقتها أو الإمساك بيدها ، إذا كان يملك نفسه ، ويضبط شهوته . وذلك لقول عائشة رضي الله عنها : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لأَرَبِهِ ) رواه البخاري (1792) ومسلم (1854) .

ومَعْنَى الْمُبَاشَرَة هُنَا : اللَّمْسُ بِالْيَدِ , وَهُوَ مِنْ اِلْتِقَاءِ الْبَشَرَتَيْنِ .

والأرَب هو حاجة النفس . والمراد به هنا الجماع .

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

" تقبيل الرجل امرأته ومداعبته لها ومباشرته لها بغير الجماع وهو صائم ، كل ذلك جائز ولا حرج فيه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبِّل وهو صائم ويباشر وهو صائم . لكن إن خشي الوقوع فيما حرم الله عليه لكونه سريع الشهوة ، كره له ذلك ، فإن أمنى لزمه الإمساك والقضاء ولا كفارة عليه عند جمهور أهل العلم . أما المذي فلا يفسد به الصوم في أصح قولي العلماء ، لأن الأصل السلامة وعدم بطلان الصوم ، ولأنه يشق التحرز منه والله ولي التوفيق " "فتاوى الشيخ ابن باز" (4/202) .

هذا فيما يخص الرجل وزوجته ، أما حال الخطبة ، قبل عقد النكاح ، فليس للخاطب أن يتكلم مع مخطوبته بالكلام العاطفي ، ولا أن يمس يدها ، لأنه أجنبي عنها كسائر الأجانب . ولا ينبغي لأحد أن يتساهل في هذا الأمر ، ولا فرق بين أن تكون المخطوبة مسلمة أو نصرانية .

وقد سعدنا بسؤالك عن هذه المسألة المتعلقة بالصيام ، عند المسلمين ، وهو دليل على حبك للمعرفة ، ورغبتك في الاطلاع على أحكام هذا الدين ، ونحن نهنئك على ذلك ونشجعك عليه ، ونسأل الله أن يقودك البحث والعلم إلى اتباع ما يحبه الله تعالى ويرضاه . كما نسأله سبحانه أن يوفق بينك وبين خطيبك ، وأن يسعدك بالزواج منه .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android