ارتكب معصية يؤنبه ضميره عليها
السؤال: 69842
شاب يسأل فيقول : إنه كان يرتكب بعض المعاصي وتاب إلى الله سبحانه وتعالى ، ولكن هناك معصية ما زالت تؤنب ضميره وهو أنه فعل الزنا في بكر ، وهو يسأل ماذا يصنع ؟ فهو لا يستطيع أن يتزوجها ، وهذا الأمر قد سبب له آلاماً نفسية وعيشة مضطربة ، فما رأي فضيلتكم في هذا ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الذي نرى أن الإنسان إذا تاب من أيِّ ذنب فإن الله يتوب عليه ،
لأن الله ذكر أصول المعاصي وهي الذنوب الكبيرة العظيمة في قوله تعالى : (
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ ) وهذا الشرك ( وَلا
يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ) وهذا القتل (
وَلا يَزْنُونَ ) وهذا فعل الفاحشة ، عدوان على الله وعلى النفوس وعلى الأعراض ، ثم
قال : ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ
عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ
اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الفرقان/68-70 .
فالواجب على الإنسان أن يتوب توبة نصوحاً تكتمل فيها الشروط
الخمسة المعروفة ، وهي الندم والإقلاع والعزم على ألا يعود في المستقبل ، والإخلاص
وهو الأصل ، وأن تكون التوبة قبل فوات الأوان ، فإذا استكملت هذه الشروط الخمسة في
حقه فهي توبة نصوح ، يمحو الله بها كل ما سلف من ذنوبه حتى الزنا .
أما بالنسبة للمزني بها ، فإن كان باختيارها فهي تسأل عن ذلك
بنفسها ، وإن كان إكراهاً فعلى الذي أكرهها أن يتوب إلى الله عز وجل من هذا الإكراه
، وإذا تمكن من أن يستحلها فليفعل ، وإذا لم يتمكن فليكثر من الاستغفار لها ، والله
سبحانه وتعالى غفور رحيم .
أما ما حصل من إذهاب بكارتها بهذا الزنا ، وأنها ستكون في حرج
عظيم ، لأنها إذا خطبت على أنها بكر كشف أمرها في ليلة البناء ، وأما إذا قالت :
إنها زالت بكارتها ، تناولتها الألسن وجلبت بذلك الفضيحة لأهلها ، وإن سكتت كان في
هذا شيء من الغش بالنسبة للزوج الذي يتزوجها ، لكن أرجو من الله عز وجل إن كانت
توبة هذا الشاب توبة صادقة ، وكانت المرأة أيضاً توبتها صادقة أن يجعل الله لهما
فرجاً ومخرجاً .
وأما قولك في السؤال : إنه لا يمكن أن يتزوج بها فلا أدري لماذا
؟ فإذا تابا وتيسر له أن يتزوج بها فحسن ، وإذا لم يتيسر ، فسيجعل الله لها فرجاً
ومخرجاً ما دامت توبتها صادقة ، لأن الله تعالى قال : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ
يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) الطلاق/ 2 ، وهذا عام ، وقال
تعالى أيضاً : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ
السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/25 .
المصدر:
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين من "لقاءات الباب المفتوح" (3/335-336)
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟