ما هي السورة التي تعدل نصف القرآن ؟
السؤال: 71359
ما هي السورة التي تعدل نصف القران ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
جاء في فضل بعض سور القرآن الكريم أحاديث كثيرة ، منها الصحيح ،
وكثير منها ضعيف أو منكر ، ومن ذلك ما جاء في فضل سورة الزلزلة أنها تعدل نصف
القرآن ، فقد ورد ذلك في أحاديث منكرة ، وهي :
الأول : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
( إذَا زُلْزِلَت تَعدِلُ نِصفَ القُرْآَنِ ) رواه
الترمذي (2894) والحاكم (1/754)
وفي سنده يمان بن المغيرة العنزي ، قال فيه البخاري وأبو حاتم :
منكر الحديث ، وقال ابن حبان : منكر الحديث جدا ، يروي المناكير التي لا أصول لها
فاستحق الترك . انظر “تهذيب التهذيب (4/452) ”
وقد تفرد يمان بهذا الحديث ، دون جميع أصحاب عطاء ، ومثله لا
يحتمل منه التفرد ، بل تفرده منكر ، والله أعلم .
وكلمة جماهير أهل العلم على تضعيف الحديث بسبب يمان بن المغيرة ،
خلافا لمن صححه من أهل العلم . فقد ضعفه الترمذي حيث قال بعد أن أخرجه : غريب لا
نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة ، وضعفه ابن عبد البر في “التمهيد” ) بقوله : هو
من أحاديث الشيوخ وليس من أحاديث الأئمة ، وضعفه ابن حجر في فتح الباري (8/687) ،
والذهبي في تلخيص المستدرك ، والمناوي في “فيض القدير” (1/367) ، والشوكاني في
الفتح الرباني (12/5930) ، وقال الألباني في “السلسلة الضعيفة” (1342) : منكر .
الثاني : عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :
( مَن قَرَأَ إِذَا زُلزِلَتْ عُدِلَت لَهُ بِنِصفِ القُرْآنِ )
رواه الترمذي (2893)
وفي سنده الحسن بن سالم العجلي ، قال المزي : هو شيخ مجهول له
حديث واحد ، وقال العقيلي : مجهول في النقل ، وقال ابن حبان : يروي عن الثقات ما لا
يشبه حديث الأثبات .
انظر “تهذيب التهذيب” (1/396)
وقد اتفقت كلمة أهل العلم على تضعيف هذا الحديث أيضا ، فقد ضعفه
الترمذي بقوله بعد إخراجه : غريب ، والعقيلي بقوله : “غير محفوظ” كما في “تهذيب
التهذيب” (1/396) ، وابن حبان في “المجروحين” (1/279) ، والبيهقي في “شعب الإيمان”
(2/497) ، وقال الذهبي في “ميزان الاعتدال” (1/523) : منكر ، وكذا قال الألباني في
“الضعيفة” (1342)
الثالث : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( من قَرَأَ إِذَا زُلزِلَتْ فِي لَيلَةٍ كَانَت لَهُ بِعَدل ِنِصفِ
القُرْآنِ ) رواه ابن السني في “عمل اليوم والليلة” (691)
ويقول الشيخ الألباني رحمه الله “السلسلة الضعيفة” (1342) : : ”
أخرجه أبو أمية الطرسوسي في مسند أبي هريرة (2/195) ، وإسناده ضعيف جدا ، فيه عيسى
بن ميمون المدني ، ضعفه الجماعة ، وقال أبو حاتم وغيره : متروك الحديث ”
انتهى .
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (3/268) : ” في إسناده راو شديد
الضعف ” انتهى .
فيتبين بما سبق أنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في
كون سورة الزلزلة تعدل نصف القرآن ، ولكن يبدو أن بعض الأئمة من السلف كان يأخذ
بهذه الأحاديث ، ويذهب في اجتهاده إلى أن ما في سورة الزلزلة من المعاني العظيمة
تعدل نصف المقاصد التي جاء القرآن الكريم لتحقيقها .
جاء في “مصنف عبد الرزاق” (3/372) : عن معمر قال :
( سمعت رجلا يحدث أن إذا زلزلت تعدل شطر القرآن )
وعن جعفر عن هشام بن مسلم قال : سمعت بكر بن عبد الله المزني
يقول :
( إذا زلزلت الأرض نصف القرآن ) .
وروى أبو عبيد عن الحسن البصري مرسلا :
( إذا زلزلت تعدل نصف القرآن ، والعاديات تعدل نصف القرآن )
انظر “الإتقان” للسيوطي (2/413)
وجاء عن عاصم بن أبي النجود الإمام المقرئ قوله :
( كان يقال : من قرأ إذا زلزلت فكأنما قرأ نصف القرآن )
قال ابن حجر في “نتائج الأفكار” (3/270) : رجاله ثقات .
يقول المناوي في “فيض القدير” (1/367) :
” لأن المقصود الأعظم بالذات من القرآن بيان المبدأ والمعاد ، و”
إذا زلزلت ” مقصورة على ذكر المعاد ، مستقلة ببيان أحواله ، فعادلت نصفه ، ذكره
القاضي ” انتهى .
فهو اجتهاد لبعض السلف ، لا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ، ولا يعني أبدا أنها تعدل نصف القرآن في الأجر والمثوبة .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟