متى يجب أن يسجد المسلم ؟ فماذا يجب علينا أن نفعل ؟ وهل يجوز أن نستمع إلى القرآن عندما نود أن ننام ؟ حيث أنام والقرآن مستمر تلاوته ؟ .
إذا كنت أستمع إلى القرآن عن طريق الكومبيوتر وسمعت آية فيها سجدة ، فماذا أفعل ؟
وفي سورة مريم هناك آية تقول بأنه عندما نسمع آيات الله نخر سجدا وبكيا ؟.
هل يسجد للتلاوة إذا سمع آية السجدة مسجَّلَةً ؟
السؤال: 73402
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم خمسة عشر موضعاً ، وقد سبق بيانها في جواب السؤال رقم (5126) .
ثانياً :
السجود في هذه المواضع مستحب للقارئ والمستمع ، وليس واجباً ، فيكبِّر إذا أراد أن يسجد ثم يقول في سجوده ما يقول في سجود الصلاة ، ثم يرفع من غير تكبير ، ولا يتشهد ، ولا يسلم ، وإذا كان سجود التلاوة في الصلاة فإنه يكبر كذلك عند الرفع منه . وانظر بيان ذلك في جواب السؤال رقم (22650) و (4890) .
ثالثاً :
لا حرج على المسلم في استماع القرآن إذا أراد أن ينام ، بل استماع القرآن سبب لطمأنينة القلب ، وانشراح الصدر ، قال الله تعالى : ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد/28 .
رابعاً :
وأما سجود التلاوة إذا كنت تستمع آية فيها سجدة من الكمبيوتر أو جهاز التسجيل ، فالذي يظهر أنه لا يشرع السجود لذلك . وقد نص العلماء المتقدمون على قريب من هذه المسألة . فمن ذلك : ما جاء في "الفتاوى الهندية" (1/133) وهو من كتب الأحناف :
" إن سمعها ( يعني آية السجدة ) من الصَّدَى ( وهو ارتداد الصوت من مكان بعيد ) لا تجب عليه " انتهى .
فمثله : إذا سمعها من جهاز تسجيل ونحوه .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
إن كان الإنسان يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم بواسطة جهاز التسجيل ، ومر القارئ بآية فيها سجدة تلاوة ، فهل يسجد ؟
فأجاب :
" لا يشرع للمستمع أن يسجد إلا إذا سجد القارئ ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه زيد بن ثابت رضي الله عنه سورة النجم ولم يسجد ، فلم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فدل ذلك على عدم وجوب سجود التلاوة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على زيد تركه ، كما دل الحديث أيضا على أن المستمع لا يسجد إلا إذا سجد القارئ " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (11/415) ونحوه في "الشرح الممتع" (4/133) .
خامساً :
وأما قوله تعالى في سورة مريم : ( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ) ، فهو ثناء من الله تعالى على الأنبياء والمرسلين ومن هداهم الله واجتباهم أنهم لكمال خشيتهم من الله وخضوعهم له إذا قرئت عليهم آياته يخرون ساجدين باكين .
ولذلك استحب العلماء البكاء عند قراءة القرآن أو استماعه ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا قرأ هذه الآية قال : ( هذا السجود ، فأين البكى ؟ ) يعاتب نفسه رضي الله عنه على عدم البكاء .
وقد وصف الله تعالى حال الذين أوتوا العلم إذا يتلى عليهم القرآن الكريم بقوله : ( قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ) الإسراء/107-109 .
نسأل الله أن يجعلنا ممن يخشونه حق خشيته ويتقونه حق تقاته .
والله تعالى أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة