قضت ما فاتها من الصلوات في صغرها وتريد أن تستمر في القضاء
السؤال: 82326
أمي لم تصل بعض السنين في الصغر ، وعندما سمعت من أحد المشايخ أنه يجب قضاء الصلاة الفائتة ، ندمت وتابت وعاهدت الله أن تقضي الصلوات الفائتة ما دامت على قيد الحياة . وفعلا أوفت بعهدها وقضت كل السنوات التي لم تصل فيها وأنهتها لكنها تقول لنا يجب أن أبقى أصلي لأنني قلت حين عاهدت ربي ( ما دمت على قيد الحياة ) وأنا ما زلت على قيد الحياة حيث إنها تصلى الفرائض وليس النوافل مع أنها تعلم أنها أدت جميع ما فاتها . فهل فعلها هذا صحيح ؟ وهل هذا يعتبر نذرا ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من ترك الصلاة زمنا بعد البلوغ ، لزمه
قضاء ما ترك ، فإن لم يعلم عدد الصلوات فإنه يصلي ما يغلب على ظنه أنه القدر الذي
تركه .
وينبغي أن يُعلم أن ما تركته من الصلوات في حال صغرها قبل البلوغ
لا يلزمها قضاؤه ، لأنها لم تكن مكلَّفة في ذلك الوقت .
وذهب بعض أهل العلم إلى أن من ترك الصلاة عامدا ، فلا يلزمه
قضاؤها ، وإنما تلزمه التوبة وإحسان العمل في المستقبل .
وانظر جواب السؤال رقم (7969)
و (72216)
وعلى كل فإن والدتك يشرع في حقها أن تكثر من الاستغفار والتوبة
وأداء النوافل ، رجاء أن يتقبل الله منها توبتها ، وقد قال الله تعالى : ( وَإِنِّي
لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طـه/82
.
وأما قولها : إنها عاهدت الله أن تقضي الصلوات الفائتة ما دامت
على قيد الحياة ، فهذا نذر أن تقضي ما فاتها من الصلاة ، وقد قامت بذلك ، ووفَّت
بذلك النذر ، فلا يلزمها أن تستمر في قضاء صلوات قد قضتها بالفعل ، لأن الصلاة إنما
تقضى مرة واحدة فقط .
وأما قولها : ما دمت على قيد الحياة ، فالذي يظهر أن معنى هذه
العبارة أنها ستفي بنذرها ما دامت حيّة ، ولن تترك قضاء الصلاة بسبب مرض أو شغل أو
غير ذلك من الأسباب التي قد تشغلها عن الصلاة .
وإذا أرادات أن تستمر في الصلاة ، فهو عمل طيب رغَّب فيه الرسول
صلى الله عليه وسلم بقوله : ( الصلاة خير موضوع ، فمن استطاع أن يستكثر فليسكثر )
رواه الطبراني في صحيح الجامع (3870) ، على أن يكون ذلك
بنيّة النافلة لا نية القضاء .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة