حكم العمل في مجال معالجة الصور بالتجميل وتغيير الخلقة
السؤال: 82366
من المعروف أن التصوير الفوتوغرافي عليه الكثير من الشبهات ، أريد معرفة ما حكم معالجة الصور عن طريق برنامج الفوتوشوب ، يقوم هذا البرنامج بتجميل صورة الشخص وتغير بعضاً من ملامحه ، ووصلت الفتنة بأن تأتي بعض الفتيات ويقمن بطلب تغيير لون العيون أو حتى ترقيق الحاجبين ، وكذالك محو أي عيب في الوجه وتغير تسريحة الشعر ! .
أريد من حضرتكم توضيح حكم الشرع في هذه الأعمال ، وأود تفصيل كامل عن مصدر الإفتاء حتى أوضح للبعض من الناس كل البراهين والدلائل .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
اختلف العلماء المعاصرون في حكم التصوير الفوتوغرافي ، وسبق في
جواب السؤال رقم (10668) ، (12786)
أن الراجح تحريمه .
ثانياً : بعض العلماء الذين ذهبوا إلى إباحته وعدم تحريمه
اشترطوا لذلك عدة شروط :
1- أن يكون الغرض من الصورة مباحاً ، كجواز السفر ، والرخصة وما
أشبه ذلك .
2- ألا يتدخل المصِّور في الصورة بتعديل أو تجميل .
3- ألا تكون صورة محرمة كصورة امرأة متبرجة ونحو ذلك .
وواضح أن هذه الشروط لا تنطبق على ما هو موجود بالسؤال ، وبهذا
يبّين أن هذا الفعل المسئول عنه حرام .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” الصور الفوتوغرافية الذي نرى فيها ؛ أن هذه الآلة التي تخرج
الصورة فوراً ، وليس للإنسان في الصورة أي عمل ، نرى أن هذا ليس من باب التصوير ،
وإنما هو من باب نقل صورة صورها الله – عز وجل – بواسطة هذه الآلة ، فهي انطباع لا
فعل للعبد فيه من حيث التصوير ، والأحاديث الواردة إنما هي في التصوير الذي يكون
بفعل العبد ويضاهي به خلق الله ، ويتبين لك ذلك جيداً بما لو كتب لك شخص رسالة
فصورتها في الآلة الفوتوغرافية ، فإن هذه الصورة التي تخرج ليست هي من فعل الذي
أدار الآلة وحركها ، فإن هذا الذي حرك الآلة ربما يكون لا يعرف الكتابة أصلاً ،
والناس يعرفون أن هذا كتابة الأول، والثاني ليس له أي فعل فيها ، ولكن إذا صور هذا
التصوير الفوتوغرافي لغرض محرم ، فإنه يكون حراماً تحريم الوسائل ” انتهى
.
” مجموع فتاوى الشيخ العثيمين ” ( 2 / السؤال رقم 318 ) .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة