هل يلزمها إعادة الإناء لأصحاب الشقة المفروشة ؟
السؤال: 83242
كنت مستأجرةً شقة مفروشة وقمت بإهداء الطعام لأحد المعارف لنا في إناء من أواني الشقة ، ولا أذكر أنه أرجع لي الإناء ، والعرف عندنا أنه يجب على المرء أن يعيد الإناء الذي أهدي فيه الطعام ! وأنا الآن قد تركت الشقة ، فهل علي أنا أم على معارفي إرجاع الإناء ، أو تعويض ثمنه لأصحاب الشقة المفروشة ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
استئجار الشقق المفروشة داخلٌ تحت أحكام عقد الإجارة التي بينها
الفقهاء في كتبهم .
” هذا العقد يتكرر في حياة الناس في مختلف مصالحهم وتعاملهم
اليومي والشهري والسنوي ، فهو جدير بالتعرف على أحكامه ، إذ ما مِن تعامُلٍ يجري
بين الناس في مختلف الأمكنة والأزمنة ، إلا وهو محكوم بشريعة الإسلام ، وفق ضوابط
شرعية ترعى المصالح وترفع المضار ” انتهى من “الملخص الفقهي” (2/114)
ومن أحكام الإجارة التي بيّنها العلماء : أنه يجوز للمستأجر أن
يعير ما استأجره ، كما في “مغني المحتاج” (3/315) ويستعمله ثم يردّه .
وعلى هذا لا حرج عليك في إعارة هذا الإناء لمعارفك .
ثانيا :
الشقة المستأجرة أو غيرها مما يستأجره الناس أمانة في يد
المستأجِر ، ومعنى ذلك : أنه لا يضمن ما يتلف فيها بغير تعد ولا تقصير .
جاء في “الموسوعة الفقهية” (1/27) :
” ولا خلاف في أن العين المستأجَرةَ أمانة في يد المستأجِر ، فلو
هلكت دون اعتداء منه أو مخالفة المأذون فيه إلى ما هو أشد ، أو دون تقصير في
الصيانة والحفظ ، فلا ضمان عليه ” انتهى .
انظر “بدائع الصنائع” (4/210) ، “المغني” (5/311)
فإذا ذهبت العين المستأجرة بتقصير أو تعدٍّ من المستأجِر فإنه
يضمن مثلها إن كان لها مثل ، أو قيمتها إن لم يكن لها مثل .
والذي يظهر من سؤال الأخت السائلة أنها كانت مقصِّرَةً في متابعة
الإناء الذي أعارته معارفها ، فكان عليها أن تطلبه من الذين استعاروه ، فلما لم
يحصل ذلك كان التقصير واقعا ، والواجب عليها حينئذ ضمان الإناء لأصحاب الشقة
المفروشة ، فإما أن تتابع معارفها الذين أخذوا الإناء فتأخذه منهم وتعطيه أصحاب
الشقة ، أو تشتري لهم بدله مماثلا له ، فإن لم يوجد تدفع لهم قيمته .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟