أحب رجلا مسلما . ونحن نخطط للزواج قريبا , طالما أن والديه يقبلان بذلك . أنا أخطط أن أنطق بالشهادة قريباً , وأبدأ في تطبيق شعائر التطهر والصلاة . وسؤالي هو : ماهي الأمور التي يمكنني فعلها لأكون زوجة مستقيمة ؟ ما هو أسلوب الحياة والعادات التي علي اتباعها ؟ ما هي ضوابط دخول المرأة للمسجد ؟ وأيضا, كيف أقرأ القرآن ؟.
تريد الإسلام وتسأل عن آداب دخول المسجد
السؤال: 9232
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
نحمد الله سبحانه الذي أنار لك الطريق وحبب إليك الحق ووفقك للاقتناع بدين الإسلام الذي هو الدين الحق ، فلم يبق لك سوى النطق بالشهادتين ليستقيم لك أمرك ، وتُرزقين التوفيق في الدنيا والاخرة ، فبادري أيتها العاقلة بتطبيق هذه الخطوة واسألي الله الثبات على دينه ، والحمد لله رب العالمين .
ثانياً :
حتى تكوني زوجة صالحة مقبولة عند الله تعالى نوصيك بعد طاعة الله تعالى أن تطيعي زوجك ما لم يأمرك بسوء أو إثم فإن طاعة الزوجة لزوجها من أهم مباديء الزواج التي يدعو الإسلام إليها .
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أمرتُ أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها من عِظَم حقِّه ، ولا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب " .
قال الهيثمي :
رواه بتمامه البزار وأحمد باختصار ورجاله رجال الصحيح .
" مجمع الزوائد " ( 4 / 309 ) .
ومعنى القتب هو ما يوضع على البعير تحت الراكب .
ثالثاً :
ثم عليك بعد ذلك ترك العادات السيئة التي كنت تفعلينها قبل الإسلام التي تخالف الإسلام وأمره الذي جاء به .
ومن أمثلة ذلك التبرج والسفور وعدم لبس الزي الشرعي – إن كنت ممن لا يلبس الزي الشرعي – .
وعليك ترك عادات الكفار من الاختلاط بالرجال واتخاذ الأصدقاء من الرجال الأجانب الذين ليسوا من محارمك .
وعليك بالتعود على عادات المسلمين وأوامر دينهم التي يأمر بها من المحافظة على كيان المرأة المسلمة وعدم تبذلها في الأسواق وأماكن الاختلاط المستهتر بالرجال لأن في ذلك أذية للزوج في عرضه .
رابعاً :
وأما أسلوب الحياة الذي يلزمك اتباعه فذلك يكون بالتمسك بالأوامر التي أمر الله بها واجتناب المنهيات التي نهى الله تعالى عنها من المحافظة على الصلاة والصيام وذكر الله تعالى على كل حال ، ويساعدك على ذلك كله قراءة القرآن ومطالعة الكتب المفيدة التي تعرف بالإسلام وتعاليمه .
خامساً :
أما ضوابط دخول المرأة المسجد فهي :
1. ألا تخرج متعطرة متزينة متبرجة ، وهذا ليس خاصاً بالخروج إلى المسجد ، بل متى خرجت من بيتها فإنه يحرم عليها أن تخرج متعطرة ، وأن يكون قصدها في الخروج من المنزل من أجل الصلاة لله تعالى . أو حضور مجلس علم تتعلم فيه أحكام دينها .
عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات " .
رواه أبو داود ( 565 ) . وصححه الألباني في صحيح أبي دواد ( 529 )
ومعنى تفلات : جمع تفلة أي غير متعطرة .
2. ويسن للمسلم أن يقول إذا خرج من بيته واتجه إلى المسجد دعاء المشي إلى المساجد :
عن عبد الله بن عباس قال : " . . . فأذن المؤذن فخرج إلى الصلاة يعني النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي لساني نوراً واجعل في سمعي نوراً واجعل في بصري نوراً واجعل من خلفي نوراً ومن أمامي نوراً واجعل من فوقي نوراً ومن تحتي نوراً اللهم أعطني نوراً " . رواه مسلم ( 763 ) .
3. فإذا دخل المسجد دخله بالرجل اليمنى وذكر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم :
عن أبي حميد أو عن أبي أسيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أحدكم المسجد فليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليقل : اللهم إني أسألك من فضلك ".
رواه مسلم ( 713 ) .
وفي بعض الروايات زيادة " بسم الله ، اللهم صلِّ على محمد " في أولهما .
انظر : الترمذي ( 314 ) وابن ماجه ( 771 ) . وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه ( 625 )
وعن حيوة بن شريح قال : لقيت عقبة بن مسلم فقلت له : بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص : عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أنه كان إذا دخل المسجد قال : أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ، قال : أقط – يعني : فقط ؟- قلت : نعم . قال : فإذا قال ذلك قال الشيطان : حفظ مني سائر اليوم " .
رواه أبو داود ( 466 ) . وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود ( 441 ) .
4. وإذا دخل المسلم المسجد لم يجلس حتى يصلي ركعتين تحية المسجد .
عن أبي قتادة السلمي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس " . رواه البخاري ( 433 ) ومسلم ( 714 ) .
وروى أبو داود (455) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ [يعني الأحياء] وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ . صححه الألباني في صحيح أبي داود (437) .
5. تطييب المسجد وتنظيفه لمن استطاع :
عن أبي ذر : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الْأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِي أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ، لَا تُدْفَنُ .
رواه مسلم ( 553 ) .
النخاعة : البصاق .
6. عدم رفع الصوت في المساجد حتى في قراءة القرآن إذا حصل منه تشويش على أحد من المصلين :
عن أبي سعيد قال : " اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال : ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة – أو قال في الصلاة – " .
رواه أبو داود ( 1332 ) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود ( 1183 )
7. الخروج من المسجد بالرجل اليسرى وقول الدعاء المأثور :
عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل : اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم " .
رواه ابن ماجه ( 773 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 515 ) .
سادساً :
أما قراءة القرآن فينبغي الإكثار من تلاوته ، فإن لك بكل حرف تقرئينه عشر حسنات ، ويجوز قراءة القرآن للمتوضئ وغير المتوضئ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه . رواه مسلم ( 373 ) والأكمل أن يتوضأ قبل قراءة القرآن .
فعن المهاجر بن قنفذ : " أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال : إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر – أو قال : على طهارة – " .
رواه أبو داود ( 17 ) – واللفظ له – وابن ماجه ( 350 ) .
وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الجامع ( 2472 ) .
غير أنه يحرم على الجنب أن يقرأ القرآن وأم الحائض فالصحيح أن يجوز لها أن تقرأ القرآن راجع سؤال رقم ( 2564 )
هذا كله عند قراءة القرآن من غير مس للمصحف ، أم مس المصحف فلا يجوز إلا للمتوضئ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يمس القرآن إلا طاهر . رواه مالك في الموطأ ( 419 ) وصححه الألباني في إرواء الغليل ( 122 )
فإذا أراد المسلم أن يقرأ من المصحف وهو غير متوضئ فإنه يمسك المصحف بحائل كما لو لبس في يده القفازين .
سابعاً :
ويسن له أن يكون خاشعاً مستذكراً للآيات التي يمر عليها ، وأن يسأل عن المعنى الذي يصعب عليه من الألفاظ ، فيتم له العلم مع القراءة ، ثم بعد ذلك يجتهد على أن يعمل بما علم ويطبق ما في القرآن من الأحكام .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة