حكم وصف المتمسكين بالدين بالأصولية والتطرف
السؤال: 9431
شاع في بعض وسائل الإعلام المختلفة اتهام شباب الصحوة بالتطرف وبالأصولية ، ما رأي سماحتكم في هذا ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا على كل حال غلط جاء من الغرب والشرق من النصارى والشيوعيين واليهود ، وغيرهم
ممن ينفر من الدعوة إلى الله عز وجل وأنصارها ، أرادوا أن يظلموا الدعوة بمثل
التطرف أو الأصولية أو كذا أوكذا ممن يلقبونهم به .
ولا شك أن الدعوة إلى الله هي دين الرسل ، وهي
مذهبهم وطريقهم ، وواجب على أهل العلم أن يدعوا إلى الله ، وأن ينشطوا في ذلك
، وعلى الشباب أن يتقوا الله ، وأن يلتزموا بالحق ، فلا يغلو ولا يجفوا . وقد
يقع من بعض الشباب جهل فيغلون في بعض الأشياء أو نقص في العلم فيجفون ، لكن على
جميع الشباب وعلى غيرهم من العلماء أن يتقوا الله ، وأن يتحروا الحق بالدليل
، قال الله عز وجل ، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم , وأن يحذروا من البدعة والغلو
والإفراط كما أن عليهم أن يحذروا من الجهل أو التقصير ، وليس أحد منهم معصوماً
، وقد يقع من بعض الناس شيء من التقصير بالزيادة أو النقص . لكن ليس ذلك عيباً
للجميع ، إنما هو عيب لمن وقع منه .
ولكن أعداء الله من النصارى وغيرهم ومن سار في
ركابهم جعلوا هذه وسيلة لضرب الدعوة والقضاء عليها باتهام أهلها بأنهم متطرفون
أو بأنهم أصوليون .
وما معنى أصوليون ؟
وإذا كانوا أصوليين بمعنى : أنهم يتمسكون بالأصول
وبما قال الله وقال الرسول فهذا مدحاً وليس ذماً ، التمسك بالأصول من كتاب الله
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مدح وليس بذم ، وإنما الذم للتطرف أو الجفاء :
إما التطرف بالغلو ، وإما التطرف بالجفاء أو التقصير ، وهذا هو الذم . أما الإنسان
الملتزم بالأصول المعتبرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا ليس
بعيب ، بل مدح وكمال ، وهذا هو الواجب على طلبة العلم والداعين إلى الله : أن
يلتزموا بالأصول من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما عرف في أصول
الفقه ، وأصول العقيدة وأصول المصطلح فيما يستدل به وما يحتج به من الأدلة ،
لابد أن يكون عندهم أصول يعتمد عليها ، فضرب الدعاة بأنهم أصوليون هذا كلام مجمل
ليس له حقيقة إلا الذم والعيب والتنفير ، فالأصولية ليست ذماً ولكنها مدح في
الحقيقة .
إذا كان طالب العلم يتمسك بالأصول ويعتني بها ويسهر
عليها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما قرره أهل العلم فهذا
ليس بعيب ، أما التطرف بالبدعة والزيادة والغلو فهو العيب ، أو التطرف بالجهل
أو التقصير فهذا عيب أيضاً .
فالواجب على الدعاة أن يلتزموا بالأصول الشرعية
ويتمسكوا بالتوسط الذي جعلهم الله فيه ، فالله جعهلم أمة وسطاً ، فالواجب على
الدعاة أن يكونوا وسطاً بين الغالي والجافي ، بين الإفراط والتفريط ، وعليهم
أن يستقيموا على الحق ، وأن يثبتوا عليه بأدلته الشرعية ، فلا إفراط وغلو ، ولا
جفاء وتفريط ، ولكنه الوسط الذي أمر الله به .
المصدر:
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . ص / 233
هل انتفعت بهذه الإجابة؟