أعرف أنه يجب على الأشخاص العاديين أن يسألوا أهل الذكر إذا كانوا لا يعرفون شيئاً لكن كيف يفرق الإنسان بين الفتاوى التي يطلقها علماء أفاضل ثقات ؟ هل يحل لنا اختيار الفتوى الأسهل ؟.
هل يتبع المفتي الأسهل ؟.
السؤال: 9516
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا يحلّ لك اختيار الفتوى الأسهل ، وإنما يجب عليك أن تتقي الله سبحانه ، ولا تلتفت لهوى النفس ، واعقد العزم على أنك ستتبع الحقّ وإن كان مُراً على نفسك ، ثم انظر في حال المُفتين وِفق أمرين مهمين :
1) التقى والورع والصلاح .
2) العلم .
فهذان الأمران لا غنى للمفتي عنهما وهما كالجناحين للطائر لا ينفع أحدهما دون الآخر . فإذا رأيت المفتي عليه آثار الصلاح ظاهرة ، وبدا لك من ورعه وتقواه ما يجعلك تطمئن إلى أن الهوى لن يقوده للقول على الله بغير علم أو بخلاف الدليل فهذه واحدة . فإذا أضفنا إلى ذلك ما يبدو لك من معرفته بالدليل الشرعي وفقهه فهذا الذي تطمئن النفس إلى فتواه .
فإن وجدتّ آخر مثله أو قريبا منه في العلم والتقوى وخالفه في فتواه ، فلا بد أن يكون هناك قرينة تجعل قلبك يميل إلى أن الحق مع أحدهما كأن يذكر أدلة العالم الآخر ويردّ عليها .
والمفتي كالطبيب ، أو لست ترى بعض الأطباء أعلم من غيره ؟ وألست ترى أن بعضهم تطمئن له نفسك دون الآخر مما تراه من اهتمامه بمعرفة حقيقة مرضك ، وإصغائه لشكواك بكل دقة ، وإكثاره من السؤال عن الأمور التي تتعلق بالمرض . بينما ترى الآخر فيه من العجلة في اتخاذ القرار ما يجعلك تتذمر منه وربما أعطاك أدوية لا علاقة لها بالمرض ؟
وهكذا فكما تسعى لاختيار الطبيب المناسب لجسدك فلا بد أن تسعى لتجد المفتي كذلك وهو من ترى فيه أنه سيفتيك بما يصحّ معه دينك وإن كان مرّاً على نفسك .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الشيخ سعد الحميد