0 / 0
57,85922/04/2011

نقد كتاب فضائل الأعمال لمحمد زكريا الكاندهلوي

السؤال: 108084

هل صحيح أن كتاب ” فضائل الأعمال ” لمحمد زكريا الكاندهلوي يحتوي على العديد من الأمور التي مفادها الشرك ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

كتاب ” فضائل الأعمال ” واسمه القديم الذي طبع به أولا : ” تبليغي نصاب ” ، لمؤلفه : محمد زكريا الكاندهلوي ، عبارة عن أبواب منوعة في فضائل الأعمال ، كتبها مؤلفها لتكون مرجعا لجماعته ” جماعة التبليغ ” ، فأصبح هذا الكتاب عمدتهم ، يقرؤونه في مجالسهم ، ويدرسونه في مدارسهم ومساجدهم ، وهو مكتوب باللغة الأوردية ، لذلك لم ينتشر في البلاد العربية ، وإنما في البلاد التي تنتشر فيها جماعة التبليغ كالهند والباكستان والأفغان .
قال الشيخ حمود التويجري في “القول البليغ” (ص/11) :
” وأهم كتاب عند التبليغيين كتاب “تبليغي نصاب” الذي ألفه أحد رؤسائهم المسمى : محمد زكريا الكاندهلوي ، ولهم عناية شديدة بهذا الكتاب ، فهم يعظمونه كما يعظم أهل السنة ” الصحيحين ” وغيرهما من كتب الحديث .
وقد جعل التبليغيون هذا الكتيب عمدة ومرجعا للهنود وغيرهم من الأعاجم التابعين لهم ، وفيه من الشركيات والبدع والخرافات والأحاديث الموضوعة والضعيفة شيء كثير ، فهو في الحقيقة كتاب شر وضلال وفتنة ” انتهى .
ويقول الشيخ شمس الدين الأفغاني في كتابه “جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية” (2/776) :
” لكبار أئمة الديوبندية كتب يقدسها الديوبندية ، وهي مكتظة بالخرافات القبورية والوثنيات الصوفية ، نحو : – وذكر كتبا منها – ” تبليغي نصاب ” أي : نصاب التبليغ ومنهج التبليغ . وهؤلاء الديوبندية لم يعلنوا البراءة من هذه الكتب ، ولا حذروا منها ، ولا أوقفوا طباعتها ، ولا منعوا بيعها ولا شراءها ، وأسواق الهند وباكستان وغيرها مكتظة بها ” انتهى .
وجاء في “فتاوى اللجنة الدائمة” (المجموعة الثانية 2/97) :
” السؤال : أنا رجل مسلم أعيش في بريطانيا ، أرغب في اتباع منهج أهل السنة والجماعة في جميع أمور حياتي ، وبناء على هذا أحاول قراءة كتب دينية بالأردية ، وأثناء قراءتي لبعض الكتب الدينية المؤلفة من العالم الشهير والبارز الهندي والمنتسب إلى جماعة التبليغ الديوبندية ، اسمه : الشيخ محمد زكريا كاندهلوي شيخ الحديث ، وجدت في كتابه المسمى : ( تبليغي نصاب ) على الصفحة رقم/113 ، في الفصل الخامس ، قصة نقلها المؤلف من كتاب اسمه : ( رونق المجالس ) ، حيث ذكر قصة التاجر الذي مات وقسم ميراثه بين ابنيه ، وقد ترك المتوفى إلى جانب المال الكثير شعر رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذ الابن الأصغر شعر رأس الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتنازل عن ماله الذي كان يستحقه من وراثة أبيه في حق أخيه الكبير ، والذي حصل أن الذي أخذ المال قد أفلس بعد قليل ، والذي أخذ الشعر صار غنيا ، وبعد وفاة الأخ الصغير الذي لديه شعر رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، رأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له : ( من له حاجة فعليه أن يذهب إلى قبر هذا الأخ الصغير ، ويدعو الله سبحانه وتعالى عند قبره لاستجابة دعائه ) نقلا عن كتاب ( تبليغي نصاب ) .
وكذلك قرأت كتابا آخر اسمه ( تاريخ مشائخ جثت ) للمؤلف السالف ذكره الشيخ : محمد زكريا في صفحة رقم ( 232 ) ، حيث ذكر في هذا الكتاب ، مرة الشيخ حاجي إمداد الله مهاجر مكي كان في مرض موته ، فزاره أحد معتقديه وحزن على حاله التي كان هو فيها ، فعرف الشيخ حزنه عليه ، فقال : ( لا تحزن ، إن الزاهد العابد لا يموت ، بل ينتقل من مكان إلى مكان آخر ، وإنه يقضي حاجة الناس وهو في قبره ، كما كان يقضي حاجتهم في حياته ) ، نقلا من كتاب :
( تاريخ مشائخ جثت ) .
والمطلوب أحب أن أسمع عن آرائكم الرشيدة في حق كل من ذكر . وكذلك :
أ – هل هو يبقى مسلما – أي : المؤلف – وراوي القصة بعد هذه العقيدة التي ظهرت لنا من خلال كتبه وكلامه ، بينوا لنا مستدلين بالكتاب والسنة ؟
ب – إذا لم يبق مسلما ، فما الدليل من الكتاب والسنة على خروجه من الملة ؟
فكان الجواب :
” ما نقل في هذه الكتب مما ذكر في السؤال من البدع المنكرة ، والخرافيات التي لا تستند إلى حقيقة شرعية ، ولا إلى أصل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا يقول بذلك ولا يعتقده إلا من انتكست فطرته ، وعميت بصيرته ، وضل سواء السبيل .
وادعاء أن شعر الرسول لا يزال موجودا ، وأن من حازه سبب له الغنى ، وادعاء رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالدعاء عند قبر هذا الرجل – كل ذلك كذب وافتراء لا دليل عليه ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الشيطان لا يتمثل بي ) – متفق عليه – فكيف يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بدعاء الله عند القبور ، وقد نهى عن ذلك في حياته ، وحذر منه أشد التحذير ، ونهى عن الغلو في الأنبياء والصالحين والتوسل بهم بعد موتهم ، ولم يمت صلى الله عليه وسلم إلا وقد أتم الله به الدين ، وأكمل به النعمة ، فلا يزاد على ما شرعه ولا ينقص منه ، واعتقاد أن الدعاء يستجاب عند القبور بدعة لا أصل لها في الشرع المطهر ، وقد تؤول بصاحبها إلى الشرك الأكبر إذا دعا المقبور من دون الله أو معه ، أو اعتقد النفع والضر في المقبور ، فإن النافع الضار هو الله سبحانه .
وكذلك اعتقاد أن الزاهد العابد لا يموت ، بل ينتقل من مكان إلى مكان آخر ، وأنه يقضي حاجات الناس في قبره ، كما كان يقضي حاجاتهم في حياته – اعتقاد فاسد من معتقدات الصوفية المنحرفة ، ولا دليل على ذلك ، بل دلت الآيات والأحاديث الصحيحة على أن كل إنسان في هذه الدنيا يموت ، قال الله تعالى : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) الزمر/30 ، وقال تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ) الأنبياء/34 ، ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) الأنبياء/35 .
كما دلت الأحاديث الصحيحة أن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ، أو صدقة جارية ، وأن الميت في قبره لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، ومن كانت هذه حاله فإنه لا يملك ذلك لغيره من باب أولى ، ولا يجوز طلب قضاء الحاجات إلا من الله وحده فيما لا يقدر عليه إلا الله ، وطلبها من الأموات شرك أكبر ، ومن اعتقد غير ذلك فقد كفر كفرا أكبر يخرجه من الملة والعياذ بالله ، لإنكاره الأدلة الثابتة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الدالة على ذلك ، وعليه أن يتوب من ذلك توبة نصوحا ، ويعزم على عدم العودة لذلك العمل السيئ ، وأن يتبع ما عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة ليفوز برضا الله وجنته ويسلم من عذابه ” انتهى .
كما جاء في “الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة” (1/322) :
” يعتمدون – يعني جماعة التبليغ – في اجتماعاتهم في البلاد العربية على القراءة من ” رياض الصالحين ” ، وفي البلاد الأعجمية على القراءة من ” حياة الصحابة ” ، و ” تبليغي نصاب ” والأخير مليئ بالخرافات والأحاديث الضعيفة ” انتهى.
والخلاصة أن أهل العلم تتابعوا على التحذير من كتاب ” تبليغي نصاب ” واسمه الآخر ” فضائل الأعمال “، فلا يجوز لعامة المسلمين القراءة فيه ، بل عليهم العناية بكتب السنة الصحيحة ، والكتب التي يتبع مؤلفوها منهج أهل السنة والجماعة ، أما الكتب التي تحوي الخرافة والكذب ، فلا ينبغي أن يكون لها محل في قلب المسلم ولا في عقله .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android