تنزيل
0 / 0
27,79417/05/2011

قرأ كتباً لفلاسفة فأحدث له ذلك وسواساً قهريّاً

السؤال: 110095

أعاني من الوسواس القهري ، هكذا شخَّصه بعض الأصدقاء في مجال الدين ، خاصة فيما يتعلق بالإيمان بالله ، وسأعطي التفاصيل : مند مدة أعارني صديق كتاباً يتحدث عن هذا الباب – الإيمان بالله – للفلاسفة الملحدين ، فاستقرت الفكرة ، ولم أجد سبيلاً إلى نزعها ، مع العلم لدي أنها سخيفة ، لقد استمرت هذه الحال منذ 7 أشهر مما يسبِّب لي ضيقاً شديداً ، واضطرابات نفسية صعبة .
أريد حلاًّ عاجلاً لهذه المشكلة ، أو بعض الاستفسار عن الحالة ، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
الأمر بخصوص الفلاسفة هو كما قلتَ إن كلامهم ” سخيف ” ، وإن شبهاتهم ” تافهة ” ،
وكلامهم بشري محض ليس عليه أثارة من عقل ، ولا نور نبوة ووحي ، فالواجب على المسلم
أن لا يقرأ لهم ابتداءً ، ولا يتصدى لهم نقاشاً وردّاً إلا المتمكنون في التوحيد
والعقيدة .
والإلحاد في كلامهم لا يخفى على موحد ، وقد اغتر بتقعيداتهم وتقعراتهم أذكياء كبار
فسقطوا في وحل الإلحاد ، فصدق عليهم القول : أنهم أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاءً ! .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ذات مرة قال لنا أستاذ الفلسفة : إن الشريعة الإسلامية تقوم بالفلسفة ، هل هذا صحيح
؟ .
فأجابوا :
“الشريعة الإسلامية حاكمة على جميع الشرائع والفلسفات ، والخير كله في هديها ، فمن
التمس الهدى في غيرها : أضله الله ، وهذا صنيع كثير من الفلاسفة ، فلهم مقالات
ونظريات في أمور الاعتقاد غالبها كفر صراح ، والناظر في كتاباتهم يجد فيها من
الضلال الاعتقادي والشغب الفكري والتكلف في المنهج ما لا يتسع بيانه هنا ، وننصحك
بالرجوع إلى ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم في هذا ، فإنه
يكفيك والحمد لله” انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ
عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ بكر أبو زيد .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” 2 ( 2 / 32 ) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
“ومعلوم أن الفلاسفة لا يؤمنون بإله خالق مدبر له الكمال المطلق يفعل لحكمة ويترك
لحكمة وهو منزه عن الخطأ في أفعاله وأقواله عز وجل ، ومِن أجل عدم إيمانهم بالخالق
العظيم الكامل في أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى ينسبون الحوادث إلى الطبيعة ، وهذا
من جهلهم وبعدهم عما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فالواجب عدم الاغترار
بأقوالهم فيما يتعلق بالإلهيات والشرائع لجهلهم بها وعدم إيمانهم” انتهى من” فتاوى
الشيخ ابن باز ” ( 27 / 479 ) .
ثانياً:
وأما بخصوص التخلص من الوسواس القهري : فلا بدَّ أن تعلم أموراً مهمة :
1. أنه من الشيطان ، وهو وسيلة من وسائله لإحباط المسلم ، ومنعه من العمل والطاعة .
2. أنه يزول بالاستعانة بالله تعالى ليخلصك منه ، وبالمثابرة على الطاعات ،
وبإهماله وعدم الالتفات إليه .
3. أن كل آثاره عليك لا يؤاخذك الله تعالى عليها ، فلا يقع بسببه طلاق ، ولا يمين ،
ولا كفر ، ولا نفاق ، ولا غير ذلك ؛ لأن المسلم لا إرادة له فيما يوسوس له به
الشيطان .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
دائما أجد نفسي في شك ( وسواس ) مستمر في صلاتي ، في صيامي ، شعور يلازمني باستمرار
، وأحياناً يتطرق الشك إلى عدم وجود الله ، وتفاهة الصلاة ، وغيرها ، فهل الوسواس
مرض عضوي أم نفسي أم تطبع ؟ وهل لي ذنب في ذلك ؟ وما موقفي من الله يوم القيامة ؟
وهل أجد في الإسلام علاجاً للشك والوسواس ؟
فأجابوا :
“هذه الشكوك والوساوس التي تنتابك من الشيطان ، فعليك الإعراض عنها ، وعدم الالتفات
إليها ، والاستعاذة بالله من الشيطان ، والإكثار من قول : ” آمنت بالله ورسله ” ،
كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك من وقع في مثل هذه الوساوس” انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 2 / 208 ) .
وسئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
ما الحكم في وسواس النفس ؟ وإذا كانت النفس توسوس بأشياء خبيثة ، والشخص يتألم
ويتأثر تأثيرًا شديدًا خوفًا من هذا الوسواس ، علماً أنه ربما لا يعتقده ولا يعمل
به ، بل هو أمر خارج عن إرادته تحدثه به نفسه ؛ هل يؤاخذ على ذلك ؟ .
فأجاب :
“الوسواس لا يضر الإنسان ، ولا يؤاخذ به ما لم يتكلم أو يعمل ؛ كما في الحديث : (
إن الله تجاوز لأمَّتي ما حدَّثت به أنفُسَها ما لم تتكلَّم أو تعمل ) – رواه
البخاري ومسلم – ؛ فالوسواس الذي يدخل على الإنسان هو من الشيطان ، يريد به أن
يُحزنَ هذا المسلم ، وأن يشغله عن طاعة الله سبحانه وتعالى ؛ فعلى المسلم أن يستعيذ
بالله من الشيطان ، وأن لا يلتفت لهذا الوسواس ، ولا يعتبره شيئًا ، ويرفضه رفضًا
باتًّا ، ولا يضره بإذن الله” انتهى من” المنتقى من فتاوى الفوزان ” (1 / 159 ،
السؤال 88 ) .
وقد سبق في جواب السؤال رقم ( 10160
) قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
“وكذلك أيضاً لو خطر في قلبه ما ذُكر من سبِّ الله عز وجل ، أو سب المصحف أو غير
ذلك من الكفر : فلا يلتفت لهذا ، ولا يضره ، حتى لو فُرض أنه جرى على لسانه هذا
الشيء وهو بغير اختيار ، فإنه لاشيء عليه ” انتهى .
ولمعرفة المزيد حول حالتك ومعرفة ما تعالج به نفسك من الرقية الشرعية والأذكار
النبوية : نرجو الاطلاع على أجوبة الأسئلة التالية : (
39684 ) ، و (
10160 ) و (
59931 ) و (
62839 ) و (
25778 ) و (
12315 ) وهي أجوبة نافعة للمبتلى
بالوسوسة ، فنرجو أن تستفيد منها ، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية .
والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android