ماذا يقول القرآن والإسلام في المشكلة الكبيرة جدّاً في العالم كله ، والمسمَّاة بـ ” ارتفاع درجة حرارة الأرض ” ؟ يقولون : إن ثلوج العالم ستنصهر خلال عدة عقود ، مما سيكون له تأثيرات خطيرة ، هل ذكر شيء في القرآن والإعجاز العلمي فيه عن هذا الأمر ؟
هل في الكتاب والسنَّة إشارة إلى حصول “الاحتباس الحراري”؟
السؤال: 110197
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
مشكلة ” الاحتباس الحراري ” تعد من أبرز مشكلات العصر البيئية ، والتي عقد من أجلها الخبراء المؤتمرات الكثيرة ، ونشرت أبحاث متعددة تحذر من عواقبها الوخيمة ، وهؤلاء الخبراء يُعزون هذا الارتفاع في الحرارة لما تسببه المصانع ، ومحطات الطاقة ، وعوادم السيارات من غازات تتراكم في غلاف الأرض ، مما يسبب ارتفاعاً لحرارة الهواء ، وحرارة المحيطات ، وينذر ذلك بذوبان الجليد وتدفقه في الأرض ، مما يتوقع أن يغير ذلك من معالم كاملة لبعض الدول ، ومن تغيير كبير في مناخ مساحات شاسعة في الأرض .
ولم نجد ما يتعلق بهذا في القرآن والسنَّة إلا حديثاً واحداً ، ذكر بعض العلماء المتخصصين في الشرع والعلوم البيئية أن له تعلُّقاً بالموضوع ، وأقرَّهم على ذلك بعض أبرز الاختصاصيين في العالم ، وهو رجوع جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً ، وقد عزوا ذلك إلى تغير كامل في مناخ الأرض ، وهو ذوبان ” القطب الشمالي المتجمد ” بسبب الاحتباس الحراري .
والذي نراه أن رجوع جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً أمر لا شك فيه ، ولكن لا يمكن الجزم بأن ذلك سيكون بسبب الذوبان الجليدي ، فإن علم ذلك عند الله تعالى ، ولكننا نذكر هذا القول استئناساً ، ولأنه قد قيل من قبل اختصاصيين من مسلمين ، وكفار .
والحديث هو :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) رواه مسلم (157) . والمروج : هي الأرض الواسعة كثيرة النبات .
1. قال الدكتور ” زغلول النجار ” – وفقه الله – :
“وهذا الحديث الشريف من المعجزات العلمية التي تصف حقيقة كونية لم يدركها العلماء إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين ، حين ثبت لهم بأدلة قاطعة أن ” جزيرة العرب ” كانت في القديم مروجاً وأنهاراً , كما تشير الدراسات المناخية إلى أن تلك الصحراء القاحلة في طريقها الآن للعودة مروجاً وأنهاراً مرة أخرى , وذلك لأن كوكب الأرض يمر – في تاريخه الطويل – بدورات مناخية متقلبة تتم على مراحل زمنية طويلة ومتدرجة – كما قد تكون فجائية , ومتسارعة .
وتشير الدراسات المناخية إلى أننا مقدمون على فترة مطيرة جديدة ، شواهدها بدايات ” زحف للجليد ” في نصف الكرة الشمالي باتجاه الجنوب , وانخفاض ملحوظ في درجات حرارة فصل الشتاء .
وإشارة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى هذه الفترة الجليدية في حديثه الكريم (حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) : مما يشهد له بالنبوة ، وبالرسالة , وبأنه عليه الصلاة وأزكى التسليم كان دوماً موصولاً بالوحي , ومُعَلَّمًا من قِبَل خالق السماوات والأرض” انتهى باختصار ، من :
https://bit.ly/2J76pX9
2. وقال الشيخ عبد المجيد الزنداني – وفقه الله – :
“العالم البروفسيور ” الفريد كرونير ” من أشهر علماء الجيولوجيا في العالم ، حضر مؤتمراً جيولوجيّاً في كلية ” علوم الأرض ” في جامعة ” الملك عبد العزيز ” ، قلت له : هل عندكم حقائق أن جزيرة العرب كانت بساتين وأنهاراً ؟ فقال : نعم ، هذه مسألة معروفة عندنا ، وحقيقة من الحقائق العلمية ، وعلماء الجيولوجيا يعرفونها ؛ لأنك إذا حفرت في أي منطقة تجد الآثار التي تدلك على أن هذه الأرض كانت مروجاً وأنهاراً , والأدلة كثيرة ، قلت له : وهل عندك دليل على أن بلاد العرب ستعود مروجاً وأنهاراً ؟ قال : هذه مسألة حقيقية ، ثابتة ، نعرفها نحن الجيولوجيون ، ونقيسها ، ونحسبها , ونستطيع أن نقول بالتقريب متى يكون ذلك ، وهي مسألة ليست عنكم ببعيدة ، وهي قريبة ، قلت : لماذا ؟ قال : لأننا درسنا تاريخ الأرض في الماضي ، فوجدنا أنها تمر بأحقاب متعددة من ضمن هذه الأحقاب المتعددة ، حقبة تسمَّى ” العصور الجليدية ” ، وما معنى العصر الجليدي ؟ معناه : أن كمية من ماء البحر تتحول إلى ثلج ، وتتجمع في ” القطب المتجمد الشمالي ” ، ثم تزحف نحو الجنوب ، وعندما تزحف نحو الجنوب : تغطي ما تحتها ، وتغير الطقس في الأرض , ومن ضمن تغيير الطقس : تغيير يحدث في بلاد العرب , فيكون الطقس بارداً , وتكون بلاد العرب من أكثر بلاد العالم أمطاراً وأنهاراً .
قلت له : تأكد لنا هذا ؟ .
قال : نعم ، هذه حقيقة لا مفر منها .
قلت له : اسمع ، مَن أخبر محمَّداً صلى الله عليه وسلم بذلك ؟ هذا كله مذكور في حديث رواه مسلم يقول صلى الله عليه وسلم : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) مَن قال لمحمد صلى الله عليه وسلم إن أرض العرب كانت مروجاً وأنهاراً ؟! ففكَّر ، وقال :
الرومان ! ، فقلت له : ومَن أخبره بأن أرض العرب ستعود مروجاً وأنهاراً ؟ ففكر ، وفكر وقال : (فيه فوق !!) وهنا قلت له : اكتب ، فكتب بخطه : ” لقد أدهشتني الحقائق العلمية التي رأيتها في القرآن والسنَّة ، ولم نتمكن من التدليل عليها إلا في الآونة الأخيرة بالطرق العلمية الحديثة ، وهذا يدل على أن النبي محمَّداً صلى الله عليه وسلم لم يصل إلى هذا العلم إلا بوحي علوي ” .
والله هذا الألماني ما مرَّ بيني وبينه سوى ساعتين ونصف ساعة حتى قال هذا كله ، وهذا عملاق من عمالقة العلم ، ويكتب هذا ، ويقره ، وهذا يدل على أن هناك عِلماً واحداً ، وحقيقة واحدة ، وإلهاً واحداً” انتهى باختصار من :
https://bit.ly/2xZKfUp
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب