0 / 0

تحرَّش بها أخوها جنسيّاً ! وأهلها يريدونها قبول اعتذاره ، فماذا تفعل ؟

السؤال: 111272

أنا فتاة عمري 20 ، مرة من المرات وثبت من نومي ووجدت أخي الذي يصغرني بثلاث سنوات يتلمس جسدي ! ولما رأيته طردته ، وأخذت أبكي وأرتجف لمدة ساعة ، ثم نمت ، واستيقظت الظهر ، وبلَّغت أختي ، وأختي بلغت والدي ، وكان عقاب أبي لأخي أن ترك له الدور الثالث ، وكان يطلع ويروح كل مكان ، وعنده الكمبيوتر ، والتلفزيون ، والتلفون ، لا أعتقد أن هذا العقاب سيردعه ، وأمي تقول : أنا مالي شغل فيه ، هذا أبوه وهو يربيه ، وكان قراري الذي أتعب أمي وأبي وأهلي أني لا أكلمه ، ولا أجلس معه ، ولا أركب معه في السيارة ولا حتى أنظر في وجهه ، والنتيجة : أبي وأمي قالوا لي : ” أخوكِ راح يعتذر منك ، وأنت لازم تسامحينه ” .
أنا في صراع مع نفسي ، هل أوافق وأقبل اعتذاره ؟ علماً أنه إلى الآن لم يتب ، ولا يصلي ، ويسمع الأغاني ، والله أعلم بما أخفى .
أنا أستحي أشوف أبي ، وأمي ، وأخواتي ، وعلى طول أنا في داري وأبكي .
أرشدني يا شيخي ماذا أعمل ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إن أشد ما يؤلم النفس ويقض مضجعها : أن يأتي الشرُّ والبلاء ممن يؤمن جانبه ، وأن يَفتح باب المنكر مَن كان مكلفاً بإغلاقه ، ويتحول الحامي – والمفترض أن يكون أميناً – إلى خائن آثم ، والسبب في هذا كله : هو انتكاس الفطرة ، والابتعاد عن الالتزام بشريعة الرب سبحانه وتعالى .
فمما لا يخفى على كل عاقل أن الأخ مطالب بحماية أخته ، والذود عنها ، وحماية عرضها وشرفها ، وربما يكون ذلك سبباً لفقدان حياته في الدفاع عن عرض أخته وشرفها ، فكيف يُتصور أو يُعقل أن يكون ذئباً يهتك عرضها ؟ ! .
إن ما ذكرتيه أمر خطير ، والواجب عليك الحذر من أخيك ، ومن وقوعه فيما هو أشد مما فعل .
والذي ننصح أهلك – أولاً – بفعله :
1. أن يبيِّنوا شناعة جرمه ، وأنه من المفترض أن يكون حامياً لعرضه ، مدافعاً عنه ، لا هاتكاً له ، وأن عقوبة هذا الفعل – لو أنه لا قدَّر الله وقع – : القتل على كل حال .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
“ولهذا ذهب بعض أهل العلم إلى أن الرجل إذا زنى بمحارمه : وجب قتله بكل حال ، يعني لو زنى الإنسان – والعياذ بالله – بأخته : وجب أن يقتل بكل حال ، وإن زنى بابنته : فكذلك ، وإن زنى بزوجة أبيه : وجب قتله ، ولو لم يتزوج ، يعني : ولو كان بكراً ؛ لأن هذا أعظم من الزنى بغير ذوات المحارم” انتهى .
” مجموع فتاوى الشيخ العثيمين ” ( 7 / 296 ) .
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله في التعليق على عقوبة قتل من وقع على ذات محرَم – :
“وهذا الحكم على وِفق حكم الشارع ؛ فإن المحرَّمات كلما تغلظت : تغلظت عقوباتها ، ووطء من لا يباح بحال : أعظم جُرماً مِن وطء مَن يباح في بعض الأحوال ، فيكون حدُّه أغلظ” انتهى .
” زاد المعاد ” ( 5 / 36 ) .
2. وعلى أهلك – وبخاصة والدك – مسئولية عظيمة تجاه ترك أخيك للصلاة ، فترك الصلاة كفر أكبر ، وكيف يقبل أهل يلتزمون الإسلام بوجود ابن لهم يجمع بين الكفر وارتكاب المنكرات في أعراضهم ثم يكون موقف الأم إلقاء التبعة على الأب ، ويكون موقف الأب الاكتفاء بالاعتذار ؟! فالواجب عليهما أن يأخذا الأمر بجدية أكبر ، وأن يعلما أن الأمر ليس بالهزل ، وهم لو رأوا ابنهم يحترق رأس أصبعه بالنار لفدوه بأنفسهم ! فما بالهم يرضون له نار جهنم خالداً فيها أبداً إن مات على حاله هذا ؟! .
3. الحرص على تزويجه ، وتعجيل ذلك ما أمكن ، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب ، وبالزواج يحفظ المسلم بصره ، ويحفظ فرجه .
4. اختيار صحبة صالحة له ، تدله على الخير وتعينه عليه ، وتحذره من الشر وتمنعه منه .
5. تشجيعه على الإكثار من الصوم ؛ وإبعاده عن كل ما يثير الشهوة ، كمشاهدة الأفلام ، والنظر في المجلات التي تحتوي صور نساء فاتنات .
وأما أنتِ فننصحك بما يلي :
1. احرصي على ألا تجتمعي به منفردة في مكان واحد ، إلا أن يتوب توبة نصوحاً ، فيندم ، ويعزم على عدم العود لفعله .
2. عدم التهاون في لباسك أمامه ، وردعه بقوة إن نظر إليك نظر ريبة ، وعدم السماح له بذِكر ألفاظ تزيل الحواجز بينك وبينه ، وعدم السماح له بالممازحة المريبة .
3. احرصي على التزوج ؛ لتعجلي من خروجك من البيت الذي هو فيه .
4. أكثري من الدعاء والالتجاء إلى الله أن يصرف عنك كل شر .
5. ليست المسألة مسألة اعتذار ، فلا تقبلي منه هذا حتى لو كان هذا طلب والديك ، بل الواجب عليه التوبة ، والندم ، وأن يظهر ذلك عليه في سلوكه ، فإن حصل منه هذا : فيقبل اعتذاره ، وإلا فلا .
ونحن نشعر بالألم الذي أصابك ، فاستعيني بالله تعالى على تجاوزه ، وليكن درساً لك ولغيرك بضرورة الالتزام بالشرع في اللباس ، والنوم ، واليقظة ، وفي كل حياة المسلم ، ولا تعيشي مع هذا الألم فتتركي الطاعة ، وتضيعي وقتك بالبكاء ، بل جدِّي واجتهدي في العبادة ، وطلب العلم ، وحفظ القرآن ، وعسى الله أن ييسر لك زوجاً صالحا عمَّا قريب.
وانظري أجوبة الأسئلة : (10362 ) و (13809 ) و (27152 ) .

والله أعلم
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android