0 / 0
50,65525/04/2008

كيفية الجلوس أثناء خطبة الجمعة

السؤال: 111942

أود معرفة كيفية الجلوس أثناء خطبة الجمعة .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ليس هناك سنة محددة في هيئة الجلوس لاستماع خطبة الجمعة .
والذي ينبغي للمسلم : أين يراعي الأدب والاعتدال في جلسته ، فلا يؤذي مَن حوله ، ولا يجلس بحيث تنكشف عورته ، كما لا يجلس جلسة تجلب إليه الكسل والنعاس .
قال الإمام الشافعي رحمه الله :
” الجلوس والإمام على المنبر يوم الجمعة كالجلوس في جميع الحالات ، إلا أن يُضَيِّقَ الرجلُ على مَن قارَبَه فأكرَهُ ذلك ، وذلك أن يتكئ فيأخذ أكثر مما يأخذ الجالس ، ويمدرجليه ، أو يلقي يديه خلفه ، فأكره هذا ؛ لأنه يضيق ، إلا أن يكون بِرِجلِه علة فلا أكره له من هذا شيئا ، وأحب له إذا كانت به علة أن يتنحَّى إلى موضعٍ لا يزدحم الناس عليه ، فيفعل من هذا ما فيه الراحة لبدنه بلا ضيق على غيره ” انتهى.
“الأم” (1/235) .
ويراعي في جلسته الإقبال على الخطيب بوجهه ، فقد كان ذلك فعل الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، يقبلون عليه بوجوههم إذا صعد المنبر ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (10667) .
وقد كره بعض أهل العلم – كالشافعية – جلوس الحبوة في الجمعة ، لما تؤدي إليه هذه الجلسة من النوم والنعاس .
قال الخطيب الشربيني رحمه الله :
” ويكره الاحتباء ، وهو أن يجمع الرجل ظهره وساقيه بثوبه أو يديه أو غيرهما والإمام يخطب ، للنهي عنه ، لأنه يجلب النوم فيمنعه الاستماع ” انتهى.
“مغني المحتاج” (1/557) .
واستدلوا على ذلك بحديث معاذ بن أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (نَهَى عَنِ الحبْوَة يَوْمَ الجُمُعَةِ ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ) .
رواه أبو داود (1110) والترمذي (514) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود .
وقد ضعفه كثير من العلماء ، كابن العربي في عارضة الأحوذي (1/496) والنووي في “المجموع” (4/592). والذهبي في “المهذب” (3/1165) .
وقال ابن القطان رحمه الله : ” فيه سهل بن معاذ ضعيف , ويرويه عنه أبو مرحوم :عبد الرحيم بن ميمون , وهو أيضاً ضعيف الحديث , قاله ابن معين ” انتهى. “الوهم والإيهام” (3/108) .
وقال المرداوي رحمه الله :
“ولا تكره الحبوة على الصحيح من المذهب ، نص عليه [يعني الإمام أحمد]” انتهى.
“الإنصاف” (2/396) .
وقَالَ أَبُو دَاوُد : كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَحْتَبِي وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَشُرَيْحٌ وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ وَمَكْحُولٌ وَإِسْمَعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ . ثم قال أَبُو دَاوُد : وَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّ أَحَدًا كَرِهَهَا إِلَّا عُبَادَةَ بْنَ نُسَيٍّ [أحد التابعين] .
وقال ابن قدامة في “المغني” (3/202) :
“والأولى تركه لأجل الخبر , وإن كان ضعيفا , ولأنه يكون متهيئا للنوم والوقوع وانتقاض الوضوء , فيكون تركه أولى” انتهى .
وعلى هذا ؛ فالأفضل أن لا يجلس محتبياً ، لأنه قد يكون سببا لجلب النوم والنعاس ، فإن احتاج إلى هذه الجلسة ، وكان يعلم من نفسه أنها لن تكون سببا في جلب الكسل والنوم إليه ، فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى .
والله أعلم .

 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android