ما هي الصيغة الصحيحة لدعاء دخول القرية ؟
دعاء دخول القرية
السؤال: 114016
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الحديث الوارد في دعاء دخول القرية يرويه صهيب رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَرَ قَرْيَةً يُرِيدُ دُخُولَهَا إِلاَّ قَالَ حِينَ يَرَاهَا :
( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ ، وَرَبَّ الأَرَضِينِ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ ، فَإِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا )
رواه النسائي في “السنن الكبرى” (5/256) والحاكم في “المستدرك” (1/614) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وابن خزيمة في صحيحه (4/150) ، وابن حبان في صحيحه (6/426) ، وحسنه الحافظ ابن حجر كما ذكره ابن علان في “الفتوحات الربانية” (5/145) ، وقال الهيثمي في “مجمع الزوائد” : (10/137) : رواه الطبراني في “الأوسط” وإسناده حسن . وحسنه الشيخ ابن باز في “مجموع الفتاوى” (26/46) ، وصححه الألباني في “السلسلة الصحيحة” (رقم/2759)
وقد بوَّب النسائي على هذا الحديث بقوله : ” الدعاء عند رؤية القرية التي يريد دخولها ” ، وقال ابن خزيمة : ” باب الدعاء عند رؤية القرى اللواتي يريد المرء دخولها ” ، وقال ابن حبان : ” ذكر ما يقول المسافر إذا رأى قرية يريد دخولها ” . أما البيهقي في “السنن الكبرى” (5/252) فبوب عليه بقوله : ” باب ما يقول إذا رأى قرية يريد دخولها ” ، كما توارد الفقهاء على ذكر هذا الدعاء عند رؤية القرية التي يريد دخولها . وانظر في ذلك : “فتح القدير” (3/184) ، “المجموع” (4/278) ، “كشاف القناع” (2/400)
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى عن استعمال هذا الدعاء عند دخول المدن ، هل هي مثل القرية ، فأجاب :
” كلها واحد ، المدينة والقرية ، وتسمى المدينة قرية ، قال تعالى : ( ولتنذر أم القرى ) : وهي مكة .” انتهى.
شريط “شرح الوابل الصيب” (19:53)
يقول الدكتور عبد الرزاق البدر :
” القرية اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس من المساكن والأبنية والضياع ، وقد تطلق على المدن كما في قوله تعالى : ( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ) ، فقد قيل إنها أنطاكية ، ويقال لمكة أم القرى ، وعليه فإن هذا الدعاء يقال عند دخول القرية أو المدينة .
وقوله : ” اللهم رب السموات السبع وما أظللن ” فيه توسل إلى الله عز وجل بربوبيته للسموات السبع وما أظلت تحتها من النجوم والشمس والقمر والأرض وما عليها ، فقوله : ” وما أظللن ” من الإظلال : أي : ما ارتفعت عليه وعلت وكانت له كالظلة .
وقوله : ” ورب الأرضين السبع وما أقللن ” من الإقلال ، والمراد : ما حملته على ظهرها من الناس والدواب والأشجار وغير ذلك .
وقوله : ” ورب الشياطين وما أضللن ” من الإضلال ، وهو الإغواء والصد عن سبيل الله ، قال الله تعالى : ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا ) النساء /117-120
وإذا علم العبد أن الله عز وجل رب كل شيء ومليكه ، وأنه سبحانه بكل شيء محيط ، وأن قدرته سبحانه شاملة لكل شيء ، ومشيئته سبحانه نافذة في كل شيء ، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، لجأ إليه وحده ، واستعاذ به وحده ، ولم يخف أحدا سواه .
وقوله : ” ورب الرياح وما ذرين ” ، يقال : ذرته الرياح وأذرته وتذروه ، أي : أطارته ، ومنه قوله تعالى : ( فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا ).
وقوله : ” فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ” ، فيه سؤال الله عز وجل أن يجعل هذه القرية مباركة عليه ، وأن يمنحه من خيرها ، وأن ييسر له السكنى فيها بالسلامة والعافية ، ” وخير أهلها ” أي : ما عندهم من الإيمان والصلاح والاستقامة والتعاون على الخير ونحو ذلك ، ” وخير ما فيها ” أي : من الناس والمساكن والمطاعم وغير ذلك .
وقوله : ” ونعوذ بك من شرها وشر أهلها ، وشر ما فيها ” فيه تعوذ بالله عز وجل من جميع الشرور والمؤذيات ، سواء في القرية نفسها أو في الساكنين لها ، أو فيما احتوت عليه .
فهذه دعوة جامعة لسؤال الله الخير والتعوذ به من الشر بعد التوسل إليه سبحانه بربوبيته لكل شيء ” انتهى.
“فقه الأدعية والأذكار” (3/270-272)
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب