0 / 0

حكم قراءة القصص المشتملة على السحر والخيال

السؤال: 115294

سؤال:
أنا طالب أدرس في إنجلترا ، لكن الحمد لله ليس لدي مشكلة في الالتزام بديني ، وخصوصا الصلوات ، أعرف أن قراءة القصص المشتملة على السحر والخيال ليست جائزة ، خصوصا أنها مضيعة للوقت ، على أية حال ، هل قراءتها تخرج الإنسان من ربقة الإسلام بسبب أن السحر كفر ؟ أرجو الشرح .
وجزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قراءة القصص المشتملة على السحر والخيال فيها بعض المحاذير :

أولا :

فيها نشر للأعمال السحرية الكفرية ، حتى تغدو كأنها سلوكيات عادية سوية في المجتمعات المتحضرة ، بل وتصورها كأنها مهارات مكتسبة ضرورية للفرد والمجتمع ، وتصور الساحر في أحيان كثيرة على أنه إنسان طيب صالح يعمل الخير وينشره بين الناس ، ولعل هذا أخطر ما في الأمر ، أن تصور الرذيلة بصورة الفضيلة ، وأن يختفي الإنكار القلبي ويتلاشى الشعور بشناعة السحر والساحر ، وعظيم إثمه عند الله تعالى ، فكيف إذا انتشرت مثل هذه القصص والروايات ، وأقبل عليها الأطفال والأحداث ومَن هم في سن الشباب .

بل إن هذه المفسدة اضطرت الكثير من المتخصصين التربويين الغربيين التحذير من انتشار قصص السحر مؤخرا في مجتمعاتهم ، بل ومنعت كثير من المدارس دخول هذه القصص إلى مكتباتها ، وجرت حولها بعض المداولات في المجالس البرلمانية في بريطانيا ، وذلك حين اكتشفوا شيئا من خطورة انتشارها بين الناس .  

ثانيا :

وفي غالب الأحيان تُعلِّم هذه القصص والروايات قُرَّاءها أساليب السحر والكهانة ، وتنقل إليهم صورا من أسرار السحر التي يسهل تطبيقها والخوض فيها من قبل أي قارئ أو ناظر ، وفي هذا خطر عظيم أيضا : أن تجر صاحبها إلى محاولة تطبيق ما قرأه ، أو النظر فيها نظر تعلم ، وليس مجرد قراءة قصة على سبيل التسلية ، بل يخشى أن يكون في بعض هذه القصص ما يؤثر على قارئها، فتسحره أو تضره بسبب قراءة بعض الكلمات غير المفهومة في ثنايا هذه القصص .

ثالثا :

في هذه القصص والروايات إجهاد عظيم للذهن ، حيث تنتقل به بين المشاهد الغريبة والتصورات العجيبة التي لم يعهد العقل لها نظيرا في مشاهداته الواقعية ، فيذهب في تصورها كل مذهب ، وتبلغ بالطاقة الذهنية المستنفدة مبالغ كبيرة ، كل ذلك في سبيل الخيال الكاذب الذي يؤثر على اندماج الفرد بواقعه ، ويحيله إلى انتظار أحلامه في العالم الآخر ، فيضعف التفكير المنطقي ، والوعي العقلي ، والإبداع العلمي ، وهذا واحد من الآثار التربوية السيئة لمثل هذه القصص .  

ولهذا ينبغي على المسلمين الحذر من تمكين أبنائهم من قراءة هذه القصص ، وينبغي على المجتمعات الحد من انتشار هذا النوع من الثقافات ، والاشتغال بالمهم والنافع من العلوم والفنون والآداب . 

جاء في ” فتاوى نور على الدرب ” للشيخ ابن باز (1/192) :

أرجو من فضيلتكم أن تبينوا حرمة استعمال وقراءة كتب السحر والتنجيم ، حيث إنها موجودة بكثرة ، وبعض زملائي يريدون شراءها ويقولون : إنها إذا لم تستعمل فيما لا يضر فليس في ذلك حرمه . نرجو الإفادة وفقكم الله .

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه . . . أما بعد  :

هذا الذي قاله السائل حق ، فيجب على المسلمين أن يحذروا كتب السحر والتنجيم ، ويجب على من يجدها أن يتلفها ، لأنها تضر المسلم وتوقعه في الشرك ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد ) ، والله يقول في كتابه العظيم عن الملكين : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ) البقرة/102، فدل على أن تعلم السحر والعمل به كفر ، فيجب على أهل الإسلام أن يحاربوا الكتب التي تعلم السحر والتنجيم ، وأن يتلفوها أينما كانت  .

هذا هو الواجب ، ولا يجوز لطالب العلم ولا غيره أن يقرأها أو يتعلم ما فيها ، وغير طالب العلم كذلك ليس له أن يقرأها ولا أن يتعلم مما فيها ، ولا أن يقرها ؛ لأنها تفضي إلى الكفر بالله ، فالواجب إتلافها أينما كانت ، وهكذا كل الكتب التي تعلم السحر والتنجيم يجب إتلافها ” انتهى.

والحاصل : أن مجرد قراءة هذه القصص ليس كفرا مخرجا من الملة ، ما لم يكن ذلك بقصد تعلم السحر والعمل به ، وإن كان الواجب التحذير من كتب السحر بصفة عامة ، والسعي في إتلافها وإعدامها ، بحسب القدرة ، والحذر من قراءتها أو الترويج لها .

وانظر جواب السؤال رقم (14011)

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android