0 / 0

هربت من بيت أهلها وفعلت المنكرات وتريد إعادة العلاقة معهم وهي على حالها !

السؤال: 118547

لي ابنة عمرها 22 عاماً ، تعودت الابنة خداعَ أهلها ، واحترفت الكذب للوصول إلى أطماعها منذ كانت في الخامسة عشرة من عمرها ، صبرت الأم سنوات وسنوات على أمل أن تنصلح ولكنها كانت تزداد سوءً ، وفي الآونة الأخيرة اكتشفت الأم عن ابنتها ما لا يصدقه عقل ، وما يندى له الجبين ، فلم تحتمل مجرد النظر إليها ، ولكنها تحاملت علّه يكون هناك أمل في إصلاحها ، ولكن ارتكاب المحرمات كان قد استولى على قلبها وعقلها ولا حياة لمن تنادي ، لقد تركت بيت أهلها عندما طلبوا منها العدول عما هي عليه من انحلال ، وانتهاج مسلك آخر يعينها على اتخاذ خطوات نحو طريق أفضل ، ولكنها أعرضت واختارت أن تترك بيت أبيها بحثاً عن الدنيا والمتاع الرخيص ، بين الحين والآخر تطلب الابنة أن تعود العلاقات بينها وبين أهلها وتقبلها كما هي ، فقد أوضحت نيتها في الاستمرار فيما هي عليه من المعصية ، إن الأم في غاية الأسى والحزن على عمر ضاع في تربية ابنتها ، كيف تأمنها بعد عمر مضى وهي تكذب وتخادع ؟ إنها تشعر أنها تكرهها ولا تطيق النظر إليها .
تتمنى من الله أن يهديها ، ولكن لا تقوى على التعامل معها ، ما حكم صلة الرحم في هذه الحالة؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:

لا يستطيع أحد وصف شعور الوالدين اللذين يريان ابنتهم تفعل المنكرات أمامهم ولا يملكون من أمرهم شيئاً ! ولا يستطيع أحد توصيف حالهما عندما تكون ابنتهم هاربة من بيتهم ، تفعل ما تشاء ، وتبيت حيثما تشاء ! .

إننا لنتخيل كيف أن قلب والدتها يتفطر ، وكيف أن عقل والدها يكاد يطيش ، ونسأل الله العفو والمعافاة ، ونسأله السلامة لديننا وأعراضنا ، وأن يهدي تلك الابنة الطائشة ، وأن يحفظ على والديها دينهم ، وعقولهم .

وإزاء هذه المشكلة ، وهي معضلة عويصة بحق ، وهي مصيبة ، دونها كل مصيبة ، نقول أولا : إن إثم القطيعة إنما هو على هذه البنت التي اختارت طريق الشيطان لها طريقا ، ورفضت أن تعود إلى أدب دينها وفطرتها وعفتها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .

وأما عن مبدأ بقائها خارج البيت ، وقطع الصلة بها ، فلعل في النصائح التالية ما يكون فيه نفع وفائدة لكم في ذلك الأمر :

1. إذا كان في قبول إعادة العلاقة مع ابنتكم أنها ستتسبب في إفساد أخواتها اللاتي يسكن عندكم في البيت : فمن غير تردد : لا تقبلوا بإعادتها ، مهما كانت الظروف ، ولا تجعلوا الحسرة تتكرر ، والخسارة تتفاقم .

2. إذا كنتم تودون لها الهداية ، وستبذلون في ذلك جهدكم ، واتفقتما على ذلك – والخطاب لوالديها – : فاقبلوا بها أن ترجع ، وأما عدم استعدادكم لتحملها في سبيل هدايتها ، أو مع عدم اتفاقكما على ذلك : فلا تقبلوا بها ، ولا ترجعوها .

3. لعل في طلب ابنتكم بإعادة علاقتها معكم من الأمل ما يمكن أن يُستثمر من قبَلكم في سبيل هدايتها وصلاحها ، فلا تفرطوا فيه ، فقد يكون سبب طلبها الرجوع إليكم حاجتها لعاطفة الأمومة ، أو لملء فراغ عاطفي لا تملؤه إلا الأسرة ، أو قد يكون سبب رجوعها إليكم حاجتها للمال ، والمهم في ذلك : أنها هي الراغبة في إعادة العلاقة ، فمن النصحية أن تستثمروا هذا أفضل استثمار ؛ لتحققوا هدفكم وغايتكم في هدايتها ، وكف نفسها عن غيها ، حتى وإن كان بغضها والسخط على أفعالها يملأ قلوبكم : فتجرعوا تلك المرارة ، من أجل إصلاحها ، أو ـ على أقل تقدير ـ الحد من فسادها وشرها .

4. وننصحكم أن لا تواجهوها بالتأنيب ، والتثريب ، فقد يكون هذا مما ينفرها منكم ، فما مضى ولَّى وانتهى ، وأنتم الآن تريدون إيقافه ، وقد يسوِّل لها الشيطان هجركم مرة أخرى ، والفراق الأبدي معكم إن كنتم ستواجهونها بما فعلتْ ، وليكن همكم أن تراجع هي نفسها ، وتؤنبها ، وعسى أن يكون ذلك قريباً .

5. وننصح الأم الفاضلة أن تتحمل رؤيتها ، وأن تحتسب ذلك عند ربها ، ونحن نعلم أن الأمر مؤلم ، وأن القلب مجروح ، لكننا نريد إصلاح ما مضى ، وليس الاستمرار به ، فضلاً عن زيادته ، ولتكن هذه الأم أختاً وصديقةً لابنتها بالإضافة لكونها أمّاً ؛ حتى تتقرب إليها أكثر ، وحتى يُسمع لكلامها ، ويُؤخذ بنصحها ، ولسنا بحاجة لإعادة الخطاب مع الأب ، وظننا أنه يتفهم ما نصحنا به زوجته .

6. وعلى الوالدين الفاضلين تجهيز برنامج هداية لابنتهما ، يبدأ في أول زياراتها لهم ، وينتهي إن شاء الله في أقرب وقت عندما نسمع أنها هداها الله ، واستقامت على الطريق ، وليكن من فقرات هذا البرنامج :

أ. كثرة إهدائها ما يتيسر من أشياء ؛ فإن الهدية تقرب القلوب المتباعدة ، وتحبب القلوب المتنافرة .

ب. الجلسات الأسرية الدافئة ، والسهرات العائلية الحانية ، ولعلَّ هذا ما تفتقده ، ويكون سبباً لرجوعها لدينها وعقلها .

ج. الرحلات إلى أماكن شرعية لا يكون فيها اختلاط ، ولا سماع معازف ومحرمات ، ومن شأن هذا أن يقرِّب المسافة بينها وبين أهلها .

د. تجهيز مواد سمعية ومرئية لبرامج ومحاضرات إسلامية نافعة ، على أن تتناول تلك المواد مواضيع تتعلق بسوء الخاتمة ، وحكم ترك الصلاة ، والموت ، والقبر ، وليكن انتقاء تلك المواد عن طريق التعاون مع أقرب ” مركز إسلامي ” موثوق به ؛ فإنهم أقدر على جلب تلك المواد التي يحسن أصحابها مخاطبة من يعيش في الغرب ، ويتأثر بثقافتهم .

هـ. وأخيراً : نوصي الوالدين – والأم خاصة – أن يكون في ذلك البرنامج فقرة ” الدعاء ” لابنتهم أن يصلح الله تعالى حالها ، وأن يوفقها للاستقامة ، وليتذلل كل واحد منكما لربه أن يتقبل دعاءه .

7. إذا كان من الممكن لكم أن تستدرجوا ابنتكم ، وتهربوا بها وبالأسرة كلها ، من البلاد التي تعيشون فيها ، إلى بلاد إسلامية تأمنون فيها على أنفسكم وأديانكم وأعراضكم : فلا تترددوا في ذلك ، فهو واجب حتمي عليكم ؛ حتى وإن خسرتم في سبيله من الدنيا وحطامها ما خسرتم ، حتى ولو عشتم على الكفاف وطي البطون ، فالآخرة خير وأبقى !!

واللهَ تعالى نسأل أن يهدي ابنتكم ، ويوفقها لما فيه رضاه .

والله الموفق

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android