0 / 0

أخفى على والده رسوبه فترتب عليه تكاليف زائدة فهل هي في ذمته لوالده ؟

السؤال: 120288

أنا شاب أبلغ من العمر 34 عاماً ، متزوج ، ولدي من فضل الله طفلان ، وأعمل بوظيفة محترمة ، ولكن دخلي لا يكفي للإنفاق على أسرتي ، وأعتمد بصفة مستمرة على مساعدات أبي المالية لي ، وهو لا يتأخر في ذلك – ولله الحمد – .
مشكلتي التي تؤرقني يرجع تاريخها إلى سبع عشرة سنة مضت عندما كنت طالباً في أحد المعاهد الخاصة بمصروفات في إحدى المدن الجديدة بمصر ، وقد رسبت في إحدى سنوات الدراسة بهذا المعهد ، ولكني أيامها لم أصارح أهلي بهذه الواقعة ، وأخفيت عليهم خبر رسوبي ؛ جبناً ، وخوفاً من أبي ، وخدعتهم بقولي لهم إن المعهد هو الذي قرر أن يضيف سنة دراسية من أجل معادلة الشهادة الدراسية بالشهادة التي يتم الحصول عليها من الكلية المناظرة للمعهد بالجامعات المصرية ، قلت ذلك لأبي ، وتظاهر أيامها بأنه اقتنع ، ولكني أحسست أنه غير مصدق ، والسنة الإضافية تكلفت مصاريف سنة كاملة تقدر ببضع آلاف من الجنيهات ، واعتبرت نفسي أيامها وحتى الآن بأني أنا الذي أهدرت هذه الأموال ، برسوبي ، وإهمالي في الدراسة .
تخرجت بعد ذلك – ولله الحمد – ، وعملت بوظيفتي الحالية مباشرةً ، وتزوجت ، وأنجبت ، وكل ذلك وأبي لا يبخل عليَّ بأي شيء ، وكل شيء بدءاً من الشبكة ، مروراً بالشقة ، وتجهيزاتها ، وأيضاً كمالياتها ، وسيارة ، وفوق ذلك مساعدات مالية شهرية – ولله الحمد – ، وكل ذلك عن طيب خاطر منه ، وكان ينصحني دائماً قبل الزواج بأن أنظم نفسي ، وحياتي ، وأتعلم الادخار ، وكان يعنفني في بعض الأحيان ، ورغم ذلك لا يبخل علي بأي شيء ، أما بعد الزواج والإنجاب : أصبح يغدق عليّ ، وعلى أسرتي الصغيرة بالأموال ، من غير أن أطلب ، وفوق ذلك قام بالحج ، واصطحبني معه ، على نفقته أيضاً – ولله الحمد والمنة – .
هل أنا ملزم الآن برد الأموال التي أهدرتها خلال السنة الإضافية التي أمضيتها بالمعهد بسبب إهمالي ؟ والأهم من ذلك : كيف أصارح أبي بهذا الموضوع القديم ؟ وأنا من داخلي أتمنى أن أرد الأموال لأبي رغم إحساسي بأنه سيرفض ذلك ، ولكن المشكلة – كما ذكرت – هي مصارحته .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الذي نراه في قضيتك : أنك تتوب من كذبك على أبيك ؛ فالكذب محرَّم ، ومن كبائر الذنوب ، ونرى أنه لا يلزمك رد أموال تلك الدراسة له ، وذلك لأسباب :
1. أنك لو أخبرته بأنك رسبت في تلك السنة : فإن أغلب الظن أنه كان سيكمل معك مشوار الدراسة ، وسيدفع لك رسوم السنة المعادة .
2. ظاهر الأمر أنك لم تتعمد الرسوب والتخلف لسنة دراسية أخرى .
3. قد يكون والدك يعلم بحقيقة الأمر – كما ذكرت في سؤالك – ، وترك مصارحتك خشية من إحراجك ، ولعله اكتفى برجوعك لدراستك عن مواجهتك ، أو لعله رأى صدق التوجه عندك في أن تستدرك ما فات ، فلم يعتب ، ولم يُنكر عليك .
4. أنه لم يقصِّر معك فيما هو أعظم من رسوم تلك السنة ، فقد دفع تكاليف الزواج ، والشقة ، واشترى لك سيارة ، ومثل هذا الأب لا يرى أنه له ديْنٌ عليك في تلك الدراسة .
وعليه : فنرى أنك لا تصارحه بما حصل منك من زيادة عبء سنة دراسية كاملة بسبب رسوبك ؛ لما فيه من إحراج لك ، وعدم ترتب أي مصلحة على مصارحتك له الآن ، بل قد يجلب ذلك له الحزن والألم وإن كان لم يعلم بالأمر من قبل .
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يجب ويرضى .
والله أعلم .
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android