أنا كنت أعانى من الوسوسة في ألفاظ الطلاق وكناياته ، ولكن بعد سؤالي لأهل العلم بدأت حالتي تتحسن كثيرا بحمد الله وفضله
وبدأت تتردد علي وساوس أخرى ، وذلك ما يخص الدين نفسه ، فمثلا كنت أحدث نفسي بحديث أن الوسوسة سوف تفسد علي ديني وحياتي، وقلت في نفسي ما معناه أن الوسوسة سوف تفقدني لذة العبادة ، ولذة قراءة القرآن ، فإذا بهاجس يأتيني لأستبدل كلمة القرآن بكلمة أخرى وهى إنجيل ، وأنا والله أتألم لكتابة هذه الكلمة ، الآن وسؤالي هو : أنا لا أستطيع أن أجزم هل تلفظت بهذه الكلمة أم لا ؟ فما الحكم الشرعي في ذلك وما مدى تأثير ذلك على عصمة الزوجية ؟
يعاني من الوسوسة
السؤال: 122469
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
ما قلته في نفسك من أن الوسوسة سوف تفقدك لذة العبادة ولذة قراءة القرآن أو لذة الإنجيل – على فرض أنك قلت ذلك – ، لا يضرك ، ولا يترتب عليه شيء ، فإن حديث النفس معفوٌّ عنه ، بل لا يضرك لو تلفظت به ؛ لأن ألفاظ الموسوس تصدر عنه دون قصد .
ومهما فكرت أو خطر ببالك من الأمور العظيمة التي قد يصعب على المرء حكايتها ، فلا يضرك ذلك ، ولك الأجر على كراهتها والنفور منها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره . كما قالت الصحابة : يا رسول الله ، إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به . فقال : (ذاك صريح الإيمان) وفي رواية : (ما يتعاظم أن يتكلم به . قال : الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة) أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان ؛ كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه ؛ فهذا أعظم الجهاد و ” الصريح ” الخالص كاللبن الصريح. وإنما صار صريحا لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية ، ودفعوها ، فخلص الإيمان فصار صريحا .
ولا بد لعامة الخلق من هذه الوساوس ؛ فمن الناس من يجيبها فيصير كافرا أو منافقا ؛ ومنهم من قد غمر قلبه الشهوات والذنوب فلا يحس بها إلا إذا طلب الدين ، فإما أن يصير مؤمنا ، وإما أن يصير منافقا ؛ ولهذا يعرض للناس من الوساوس في الصلاة ما لا يعرض لهم إذا لم يصلوا ، لأن الشيطان يكثر تعرضه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربه والتقرب إليه والاتصال به ؛ فلهذا يعرض للمصلين ما لا يعرض لغيرهم ، ويعرض لخاصة أهل العلم والدين أكثر مما يعرض للعامة ، ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم ، لأنه لم يسلك شرع الله ومنهاجه ؛ بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه ، وهذا مطلوب الشيطان ، بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة ، إنه عدوهم يطلب صدهم عن الله ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (7/283).
فلا تحزن ولا تيأس ، وأعرض عن الوسوسة ، وأكثر من الذكر والطاعة ، وأبشر بالفرج القريب بإذن الله .
وانظر جواب السؤال رقم (39684 ) ورقم (62839) .
نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة