تنزيل
0 / 0

هل صحيح أن من سمع الغناء في الدنيا لم يسمعه في الآخرة ؟

السؤال: 122906

هل صحيح أن مَن سمع الغناء في الدنيا لم يسمعه في الآخرة ، وهل هناك ما يدل على ذلك ؟ أفيدونا وجزاكم الله خيرا .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

تحريم الغناء المقترن بالمعازف مقرر في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ،
وعلى ذلك اتفقت كلمة المذاهب الأربعة ، وقد سبق بيان ذلك بأدلته في موقعنا في أبواب

(الغناء والملاهي)

.

وقد
فَسَّر يعض السلف قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) الروم/15 ، بأنه سماع الغناء .

وانظر: “تفسير الطبري” و “تفسير ابن كثير” .

لكننا لم نقف على حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن من سمع
الغناء في الدنيا لم يسمعه في الآخرة .

وقد
جاء في الشريعة بعض نظائر لهذا الوارد في السؤال :

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : (مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ
مِنْهَا ، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ) رواه البخاري (5575) ومسلم (2003) .

وعن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لَا تَلْبَسُوا
الْحَرِيرَ فَإِنَّهُ مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي
الْآخِرَةِ) رواه البخاري (5834) ومسلم (2069) .

ثانياً :

أما
إن كان السائل يقصد ما رواه الحكيم الترمذي في ” نوادر الأصول ” (2/87) عن أبي موسى
الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(من
استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يستمع الروحانيين في الجنة . فقيل : وما
الروحانيون يا رسول الله ؟ قال : قراء أهل الجنة) .

فقد
قال الشيخ الألباني رحمه الله :

“موضوع : أخرجه الواحدي في تفسيره “الوسيط” (3/441 – 442 – طبع دار الكتب العلمية)
من طريق حماد بن عمرو عن أبي موسى – من ولد أبي هريرة – عن أبيه عن جده مرفوعاً .

قلت
– أي الشيخ الألباني – : وهذا موضوع آفته (حماد بن عمرو) – وهو: النصيبي – ، قال
الذهبي في “المغني” : “روى عن الثقات موضوعات ، قاله النقاش ، وقال النسائي :
متروك” .

قلت
: وهو معدود فيمن يضع الحديث ، كما قال ابن عدي وغيره ” انتهى .

“السلسلة الضعيفة” (6516) .

وقد
حكمت عليه اللجنة الدائمة للإفتاء بالضعف أيضاً .

وانظر : “فتاوى اللجنة الدائمة” (26/232) .

وقد
ذكر القرطبي رحمه الله هذا الحديث في تفسيره “الجامع لأحكام القرآن” (14/53) وعلق
عليه بقوله :

“وقد ذكرنا في كتاب التذكرة مع نظائره : (فمن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في
الآخرة) ، (ومن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة) . إلى غير ذلك ، وكل ذلك
صحيح المعنى على ما بيناه هناك … ولهذه الآثار وغيرها قال العلماء بتحريم الغناء
، وهو الغناء المعتاد عند المشتهرين به ، الذي يحرك النفوس ويبعثها على الهوى
والغزل والمجون الذي يحرك الساكن ويبعث الكامن ؛ فهذا النوع إذا كان في شعر يشبب
فيه بذكر النساء ووصف محاسنهن وذكر الخمور والمحرمات لا يختلف في تحريمه ؛ لأنه
اللهو والغناء المذموم بالاتفاق ، فأما ما سلم من ذلك فيجوز القليل منه في أوقات
الفرح ؛ كالعرس والعيد ، وعند التنشيط على الأعمال الشاقة ، كما كان في حفر الخندق
وحدو أنجشة وسلمة بن الأكوع. فأما ما ابتدعته الصوفية اليوم من الإدمان على سماع
المغاني بالآلات المطربة من الشبابات والطار والمعازف والأوتار فحرام ” انتهى .

وانظر كتاب “التذكرة” للقرطبي صـ 631 .

وكلام القرطبي رحمه الله في جواز القليل من الغناء في أوقات الفرح ، إنما هو في
الغناء الذي لا يصحبه شيء من آلات المعازف والموسيقى ، فهو مجرد أشعار وأناشيد تقال
بشيء من التنغيم .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android