0 / 0
12,61304/01/2009

لا بأس بتخصيص يوم السبت لزيارة الأهل

السؤال: 126562

نحن نعيش في الغرب ، وكذلك أهل زوجتي مقيمون في نفس المدينة التي نسكن فيها , ونذهب دائماً لزيارة أهل زوجتي , وكذلك زوجتي لها أخوات متزوجات ويسكنَّ في نفس المدينة , ولكن زوجتي وأخواتها حددن يوماً لزيارة أهلهن وهو يوم السبت , وقد أنكرت على زوجتي ذلك ، وقلت لها لمَ يوم السبت ؛ لأنه يوم عطلة لليهود ، ولا نريد أن نتشبه باليهود , فقالت لي إن الأولاد عندهم يومين عطلة في الأسبوع ، وهما السبت والأحد , فقلت لها لماذا لا تذهبن يوم الجمعة ، أو مرة الجمعة ، ومرة السبت ، أو أي يوم آخر , ولكن زوجتي لم تقتنع بذلك , فأرجو من فضيلتكم الإجابة على ذلك ، وجزاكم الله خيراً.. مع العلم أن زوجتي تذهب إلى أهلها متى شاءت ، ولكن يوم السبت ما زلن هي وأخواتها يذهبن

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

بداية نسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء لحرصك على التباعد عن هدي الكافرين ، وخوفك من الوقوع في التشبه بهم ، وهكذا هو المؤمن ، يعتز بإيمانه وإسلامه ، ولا يرضى أن يكون تابعا مقلدا لمن غضب الله عليهم من اليهود والنصارى .

غير أن ما تفعله زوجتك وأخواتها ليس فيه محذور، فيما يبدو لنا ، وليس هو من التشبه المحرم إن شاء الله ؛ وذلك لأن تحديد يوم السبت بالزيارة ليس لأنه يوم عيد ؛ بل لأن هذا أرفق بهن ، وأنسب لظروف الأسرة ، حيث يتمكن الجميع ، بسبب العطلة ، من تلك الزيارة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

“فأما من فعل الشيء ، واتفق أن الغير فعله أيضاً ، ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه : ففي كون هذا تشبهاً نظر ” انتهى.

” اقتضاء الصراط المستقيم ” (ص/83) .

وقال أيضا :

” ما ليس في الأصل مأخوذاً عنهم لكنهم يفعلونه أيضاً ، فهذا ليس فيه محذور المشابهة ، ولكن قد يفوت فيه منفعة المخالفة ، فتتوقف كراهة ذلك وتحريمه على دليل شرعي وراء كونه من مشابهتهم ، إذ ليس كوننا تشبهنا بهم ، بأولى من كونهم تشبهوا بنا ” انتهى.

” اقتضاء الصراط المستقيم ” (ص/223)

فيتحصل من كلام ابن تيمية السابق في ضوابط التشبه المحرم أن تخصيص زوجتك وأخواتها زيارتهن في يوم السبت ليس فيه محذور شرعي ، لأسباب عدة :

1-أن زيارة الأرحام مشروعة في ديننا في كل وقت وحين ، وهي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي سلفنا الصالحين في كل زمان ومكان ، ولا بأس بتخصيص يوم لها بحسب الظرف والوقت ، وهذا باتفاق العلماء .

2- الزيارات يوم السبت ليست من خصائص اليهود والنصارى ، ولا أمر مأخوذ عنهم ، بل هو أمر عام في كل البشر ، ولا تتميز به أمة دون أمة ، وإنما الذي من خصائص اليهود : أن يتخذ ذلك اليوم عيدا ، يحدث الناس فيه من مظاهر العيد ، ما لا يحدثون في غيره .

وقد سبق أيضا في جواب السؤال رقم :(21694) ، ورقم(108996) ذكر بعض ضوابط التشبه المحرم .

فإذا لم يكن ظاهر هذا الفعل منهن أنه تشبه بالكفار ، ولم يُخْش عليهن من ذلك : فلا بأس بتخصيص يوم السبت لمثل هذه الزيارة ، إذا كان هذا أرفق بهم ، وأنسب لحالهم .

وقد روى البخاري (1193) ومسلم (1399) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ـ رضي الله عنهما ـ كَانَ يَأْتِي قُبَاءً كُلَّ سَبْتٍ ، وَكَانَ يَقُولُ : ( رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِيهِ كُلَّ سَبْتٍ ) .

والخلاصة : أنه إذا كان تخصيص يوم السبت بالزيارة هو الأرفق بهن ، فلا بأس به إن شاء الله ، ولا يظهر فيه محذور؛ وإذا ساعدت ظروفهن على تخصيص يوم آخر ، سوى السبت والأحد ، أو تبديلها كل مرة : فهو أحوط لهن ، وأبعد عن الشبهة ، وأظهر في المخالفة للكفار في عيدهم .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android