هل يلزم الرد على المذيع إذا سلم في التليفزيون أو الإذاعة؟
السؤال: 128737
إذا سلم مقدم البرامج في التلفزيون والإذاعة هل نأثم بعدم ردنا السلام في هذه الحالة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
إذا
كان البث على الهواء مباشرة شرع رد السلام ؛ لعموم الأدلة الدالة على وجوب رد
السلام على المسلم ، لكنه وجوب كفائي ، إذا قام به البعض سقط عن الباقين .
أما
إذا كان مسجلاً ، فلا يجب الرد في هذه الحالة .
قال
النووي في “الأذكار” (ص 247) :
”
قال الإمام أبو سعد المتولي وغيره : إذا نادى إنسان إنسانا من خلف ستر أو حائط فقال
: السلام عليك يا فلان ، أو كتب كتابا فيه : السلام عليك يا فلان ، أو السلام على
فلان ، أو أرسل رسولاً وقال : سلم على فلان ، فبلغه الكتاب أو الرسول ، وجب عليه أن
يرد السلام . وكذا ذكر الواحدي وغيره أيضا أنه يجب على المكتوب إليه رد السلام إذا
بلغه السلام “
انتهى .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
إذا
قال الكاتب في مقاله في الصحيفة أو المجلة , أو المؤلف في كتابه , أو المذيع في
الإذاعة أو التلفاز : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , فهل يلزم السامع له الرد
عليه من باب أن رد السلام واجب ؟
فأجاب :
”
رد السلام في مثل هذا من فروض الكفاية ; لأنه يسلم على جم غفير فيكفي أن يرد بعضهم
, والأفضل أن يرد كل مسلم سمعه لعموم الأدلة ” انتهى .
“مجموع فتاوى ابن باز” (9/396) .
وسئل الشيخ صالح الفوزان :
إذا
سلَّم المذيع في التليفزيون أو الإذاعة أو سلَّم الكاتب في المجلة ، فهل يجب رد
السلام والحالة هذه ؟
فأجاب :
”
يجب رد السلام إذا سمعه الإنسان مباشرة ، أو بواسطة كتاب موجه إليه ، أو بواسطة
وسائل الإعلام الموجهة إلى المستمعين ؛ لعموم الأدلة في وجوب رد السلام ” انتهى .
“المنتقى من فتاوى الفوزان” (63/8).
وقد
توقف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القول بوجوب رد السلام ، نظراً لأن المسلِّم لا
يسمع الرد ، غير أنه قال : إنه يرد احتياطا .
فقد
سئل رحمه الله :
ما
حكم لو سمع المسلم إلقاء المذيع أو الشيخ السلام هل يجب عليه رد السلام ؟
فقال الشيخ : هل هو صوت مباشر ؟
السائل : نعم ، هو يسمع من الإذاعة الشيخ أو المذيع .
الشيخ : أحياناً يكون مسجلاً ويضعونه على الشريط ويسحبون عليه ، إن كان مسجلاً فلا
يجب أن ترد ؛ لأن هذا حكاية صوت ، أما إذا كان غير مسجل وهو مباشر فهذا قد أقول
بالوجوب وقد لا أقول ، أما إذا قلت بالوجوب فالأصل أن هذا سلم إلى كل من يصل إليه
خطابه فيجب أن يرد عليه ، وأما إذا قلت بعدم الوجوب فلأن المسلِّم لا يسمع الإجابة
، ولا يتوقعها أيضاً ، حتى المسلِّم في الإذاعة لا يتوقع أن الناس يردون عليه ،
ولكن الاحتياط أن نرد السلام فيقول: وعليك السلام .
السائل : هذا الأحوط يا شيخ ؟
الشيخ : هذا الأحوط ، وليس بواجب ” انتهى .
“لقاء الباب المفتوح” (229/28) .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟