0 / 0

العمل في صيانة الحاسب في مؤسسة تدعو لتنظيم النسل وتحارب الختان

السؤال: 129193

أنا فني في صيانة الحاسب الآلي في الاتحاد الدولي لتنظم الأسرة إقليم العالم العربي ، وهذا الاتحاد يدعو الشباب والمتزوجين إلى تحديد النسل بالأدوية والطرق العلمية وإلى الإجهاض الآمن وإلى محاربة ختان البنات وإلى التثقيف والتوعية ضد الأمراض المنقولة جنسياً ، سؤالي : هل عملي ومكسبي حلال أم حرام؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

يجوز للزوجين أن يتفقا على تأخير الإنجاب مدة معينة لضعف الزوجة أو مرضها ونحو ذلك، ولا يجوز قطع النسل نهائياً ، ولا تحديده خوفاً من الفقر ، كما لا يجوز إصدار قانون يلزم بذلك ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال  رقم (32479) .

ثانياً :

لا يجوز إجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه ، أي : بعد بلوغ أربعة أشهر من الحمل ، وهو حينئذ قتل للنفس التي حرم الله إلا بالحق ، ويجوز قبل ذلك إذا كان في إسقاطه مصلحة شرعية ، أو دفع ضرر ، كما لو ثبت تشوه الجنين .

وينظر جواب السؤال رقم (42321) .

ولا يجوز إجهاض الجنين الناتج عن الزنا ، ولا الدعوة إلى ذلك ؛ لما فيه من التشجيع على الحرام والتخفيف من تبعاته .

ثالثاً :

ختان الإناث مشروع ، وهو دائر بين الوجوب والندب ، ولا يُعلم عن أحد من الفقهاء القول بتحريمه ، وقد سبق بيان ذلك مفصلا ، مع بيان فوائده الصحية والطبية ، وفتاوى أهل العلم في شأنه ، انظر جواب السؤال رقم (60314) ورقم (45528) .

ولا وجه لمحاربة الختان الذي هو من سنن الفطرة ، لكن ينبغي محاربة الطرق السيئة في إجرائه ، كالختان المسمى بالفرعوني ، وفيه يتم استئصال البظر كله ، مما يكون له أثر سيء على المرأة .

رابعاً :

لا حرج في التوعية والتثقيف بأضرار الأمراض الجنسية ، بشرط ألا يتضمن ذلك التهوين من الحرام والإغراء بارتكابه عند أخذ الحيطة .

وبناء على ما سبق ، فإن كان ما يقوم به الاتحاد من أعمال يدخل في دائرة المشروع ، فلا حرج من العمل فيه ، في صيانة الأجهزة وغيرها . وإن كان ما يقوم به يدخل في دائرة الممنوع لم يجز العمل فيه لتحريم مباشرة المعصية أو الإعانة عليها ، لقوله تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/2 .

وعلى العبد أن يحتاط لدينه ، وأن يحذر أكل المال الناتج عن العمل المحرم ؛ فإنه (لا يربو جسد من سحت إلا كانت النار أولى) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي (614) وصححه الألباني .

وقال صلى الله عليه وسلم: ( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ) رواه الطبراني عن أبي بكر رضي الله عنه ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4519) .

واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، ومن اتقاه رزقه وزاده.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android