كيف كانت الصحابيات يسألن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يمكن للمرأة أن تصير عالمة بالشرع؟
السؤال: 129734
جزاكم الله خيرا لقراءتكم هذه الأسئلة.
1-أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت من أبرز العلماء بين الصحابة . لكن ، لماذا يبدو أن العالمة المسلمة ، في هذا العصر ، تجد تثبيطا عن قيامها بدعوة الرجال؟
2-ما هو الترتيب المناسب (كما كانت تفعل عائشة رضي الله عنها وغيرها من العالمات في ذلك الزمان؟)
3-كانت الصحابيات يسعين إلى طلب العلم من النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالدين ، طبعا وهن متغطيات تماما . هل كان ذلك يتم مباشرة أم من وراء ستار (حاجز)؟
الرجاء توضيح ذلك ، وأسأل الله أن يثيبك .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
1-كانت
عائشة رضي الله عنها قرينة النبي عليه الصلاة والسلام عشر سنوات تتعلم منه ، وقد
رزقها الله حفظا وفهما وذكاء ، فكان في ذلك منفعة للمسلمين ، وكان الكثير من
الصحابة يرجعون إليها ويستفيدون منها ومن علمها . ولا شك أن في هذه الأزمنة رجالاً
قاموا بواجب العلم فصاروا مرجعا للرجال والنساء ، ومع ذلك إذا وُجِد امرأة لها نصيب
من العلم والقدرة على أن تُعَلِّم فلا تُحْرَم من ذلك ، ويجوز الرجوع إليها وسؤالها
، ولكن من وراء حجاب ، كما كانت عائشة رضي الله عنها تفعل ، خاصة إذا لم يوجد من
يفتي الرجال فلا يجوز لها كتمان العلم .
2-كانت
عائشة رضي الله عنها ملازمة لحجرتها فيدخلون عليها وبينها وبينهم حجاب أي حاجز ساتر
ثم يكلمونها وتحدثهم وتسأل عن أسمائهم وتترحم عليهم وعلى آبائهم ، وتفيدهم بما
عندها من العلم . وفي هذه الأزمنة تكون المرأة معلمة للنساء فتبين لهن ما علمها
الله ، وتحيل إلى غيرها إذا لم يكن لديها علم ، فقد جاء عن عائشة أنها سئلت من رجل
عن كيفية المسح على الخفين ومدّته فقالت : اسأل عليا فإنه كان يسافر مع رسول الله ،
مع أنها كانت تسافر معه أيضا ، ولكن علم علي في ذلك آكد .
3-تقول
عائشة : نِعم نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين . فالنساء تحصل لهن
الحاجة إلى كثير من المسائل التي تقع لهن فلابد أن تسأل ، فعليها أن تكون متحجبة
ساترة لوجهها وجسدها . وقد كنّ الصحابيات يسألن رسول الله فيدخلن عند عائشة أو
يسألنه في الطريق أو عند الباب .
والله أعلم
سماحة الشيخ عبد الله
بن جبرين رحمه الله .
المصدر:
سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله
هل انتفعت بهذه الإجابة؟