0 / 0
44,07609/05/2009

هل الزوجة في الجنة ملزمة بطاعة زوجها والعيش مع زوجاته!!

السؤال: 129772

هل ينطبق على المرأة في الجنة نفس أحكام الدنيا من وجوب طاعة زوجها والعيش مع بقية زوجاته ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

لا تقاس الحياة الآخرة على الحياة الدنيا ، لتمام المفارقة ، وشدة تباين أحوال الدارين ، وقد روى البخاري (3244) ومسلم (2824) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ عز وجل : ( أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ) فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) .

ولا يدخل أهل الجنة الجنة حتى يهذبوا وينقوا ، وينزع الله عن صدورهم الغل ، كما قال تعالى : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ) الحجر/47 .

وروى البخاري (6535) عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ) .

فإذا دخلوا الجنة فلا وجود لشيء من منغصات الحياة .

وإذا دخل المؤمن الجنة ، وكان له فيها ما شاء الله من الحور العين ، فلا معنى للتساؤل عن غيرة الزوجات ، أو نشوز الزوجة ، أو ظلم الزوج ، وقد روى مسلم (2836) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ) .

وروى مسلم أيضا (2838) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا ، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ ، يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُ ، فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا) .

فانظري إلى قوله صلى الله عليه وسلم : (فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا) مع أنهم في خيمة واحدة ، وذلك زيادة في النعيم ، وإبعادا عن أسباب الغيرة .

فلا مجال لكدر العيش ولا تنغيصه ، ولا وجود لأسباب تقتضي ما كانت تقتضيه في الدنيا من الغيرة ونحوها .

والجنة دار نعيم وجزاء ، ليست بدار تكليف وابتلاء ، فليس في الجنة تكليف بطاعة أحد ، أو إلزام بفعل ما ، وإنما فيها النعيم الذي لا ينقطع ، يتقلب فيه أهلها بكرة وعشيا .

وقد مَنَّ الله تعالى على أهل الجنة بغلمان مخلَّدين يخدمونهم ، فلا يحتاج أحد من أهل الجنة إلى خدمة زوجته أو ابنه أو غيرهما ، ولا وجود لتلك المهام المعيشية التي لا بد فيها من الخدمة ، كالعجن والخبز … الخ .

فإذا دخل أهل الجنة الجنة فلا تعب ولا نصب ، ولا هم ولا حزن ، وإنما هو النعيم المقيم ، نسأل الله تعالى أن نكون من أهلها .

ولمزيد الفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (25843) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android