تنزيل
0 / 0

حديث: (ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر)

السؤال: 131303

هل هذا الحديث الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح وهو : (ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ، ولا ينالهم الحساب ، وهم على كثيب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم به قوما هم به راضون ، وداع يدعو إلى الصلاة ابتغاء وجه الله ، وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه)؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

هذا الحديث يروى عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم :

الحديث الأول : عن ابن عمر رضي الله عنهما ، ولفظه : (ثَلَاثَةٌ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : عَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ ، وَرَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ ، وَرَجُلٌ يُنَادِي بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ) .

وقد جاء عنه من طريقين :

الطريق الأول : رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/26) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/105) ، والترمذي في "الجامع" (1986) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (10/129) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/320) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/451) جميعهم من طريق :

أبي اليقظان ، عن زاذان ، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً .

وهذا السند ضعيف ، بسبب أبي اليقظان واسمه عثمان بن قيس ، قال فيه يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء . وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث منكر الحديث . وقال الدارقطني: متروك.

انظر: "تهذيب التهذيب" (7/146) .

الطريق الثاني : رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/433) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/318) وغيره من طريق :

الحارث بن مسلم ، ثنا بحر بن كثير ، عن الحجاج بن فرافصة ، عن الأعمش ، عن عطاء ، عن ابن عمر .

وهذا السند ضعيف جدا أيضا بسبب بحر بن كثير السقا ، قال فيه الذهبي في "الضعفاء" (1/192) : "كان ممن فحش خطؤه ، وكثر وهمه ؛ حتى استحق الترك" انتهى .

الحديث الثاني : عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما ، ولفظ حديثهما :

(ثلاثة على كثيب من مسك أسود يوم القيامة ، لا يهولهم الفزع ، ولا ينالهم الحساب : رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم به قوما وهم به راضون . ورجل أذن في مسجد دعا إلى الله ابتغاء وجه الله . ورجل ابتلي بالرق في الدنيا فلم يشغله ذلك عن طلب الآخرة) .

رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3/382) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/355) من طريق: الفضل بن ميمون السلمي ، عن منصور بن زاذان ، عن زاذان أبي عمر الكندي ، قال : سمعت أبا سعيد وأبا هريرة رضي الله عنهما .

وهذا السند ضعيف جدا أيضا ، فيه الفضل بن ميمون ، جاء في ترجمته في "لسان الميزان" (4/451) : "الفضل بن ميمون ، أبو سلمة ، شيخ لعارم ، قال أبو حاتم : منكر الحديث ، سمع معاوية بن قرة وجماعة . قال بن المديني : لم يزل عندنا ضعيفا . انتهى ، وضعفه الدارقطني في العلل ، وأبو نعيم الأصبهاني ، وغيرهما" انتهى .

فالحاصل : أن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وقد نص جماعة من الأئمة والعلماء على تضعيفه ، كالإمام البخاري رحمه الله في "التاريخ" (6/105) . والدارقطني في "العلل" (13/159) . وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (2/147) وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/319) . والشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (6812) ، وضعفه محققو مسند الإمام أحمد في طبعة مؤسسة الرسالة (8/418) .

ثانياً :

أما مضمون الحديث ، فقد جاء بذكر فضائل ثلاثة من الأعمال الجليلة ، وهذه الأعمال لا تتوقف فضيلتها على هذا الحديث الضعيف ، بل أجرها مستقر بأدلة وشواهد أخرى :

1- أما الإمامة في الصلاة : فيقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : " هذه الوظيفة الدينية المهمة التي تولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، وتولاها خلفاؤه الراشدون … ولهذا كان بعض الصحابة رضي الله عنهم يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : اجعلني إمام قومي ؛ لما يعلمون في ذلك من الفضيلة والأجر . لكن مع الأسف الشديد ؛ نرى في وقتنا هذا كثيرًا من طلبة العلم يرغبون عن الإمامة ، ويزهدون فيها ، ويتخلون عن القيام بها ؛ إيثارًا للكسل وقلة رغبة في الخير ، وما هذا إلا تخذيل من الشيطان ، فالذي ينبغي لهم القيام بها بجد ونشاط واحتساب للأجر عند الله ؛ فإن طلبة العلم أولى بالقيام بها وبغيرها من الأعمال الصالحة " انتهى باختصار. " الملخص الفقهي " (1/215-216) .

2- وأما الأذان ، فقد سبق بيان فضائله في جواب السؤال : (70472) .

3- وأما إحسان العبد إلى مولاه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِذَا أَدَّى الْعَبْدُ حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ كَانَ لَهُ أَجْرَانِ) رواه مسلم (1666) .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android