عملها كشرطية يحتم عليها لبس قبعة في بعض المناسبات تكشف شعرها
السؤال: 131775
أنا فتاة تخرجت من كلية الشرطة ، وكما هو معلوم هناك زي رسمي لضابطات الشرطة ، وهذا الزي يستر كل أجزاء الجسم ما عدا شعر الرأس فيتم تغطيته بقبعة فقط ، ولكنى ألبس الحجاب ، ولكن في بعض المناسبات يفرض علينا كشف الرأس وارتداء القبعة وأنا في حيرة من أمري إذا لم أمتثل لأوامر قوادي سأفقد عملي ، فماذا علي أن افعل ؟ وما الحكم الشرعي ؟ وهل يجوز لي كشف شعر رأسي أحيانا في مثل هذه المناسبات ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
لقد
سرنا حرصك على الحجاب ، وحرصك على معرفة أحكام دينك ، ونسأل الله أن يوفقك لطاعته ،
وأن يأخذ بيدك إلى طريق جنته .
ثانياً :
لا
حرج في عمل المرأة شرطية إذا كان عملها في محيط نسائي بعيد عن الاختلاط بالرجال ،
ولا يستلزم منها الوقوع في شيء من الحرام ككشف الشعر أو لبس ما يجسم العورة ،
والأصل هو قرار المرأة في بيتها وعدم خروجها للعمل إلا عند الحاجة ؛ لقوله تعالى :
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ
الْأُولَى) الأحزاب/33 .
وقد
سبق بيان تحريم الاختلاط في العمل وغيره ، وينظر جواب السؤال رقم (1200)
، ورقم (123692)
ورقم (97231)
.
وسبق بيان ما يشترط في لباس المرأة ، وينظر جواب السؤال رقم (214)
ورقم (6991)
.
ثالثاً :
لا
يجوز للمرأة أن تكشف شيئا من شعرها أمام الرجال الأجانب ، ولا يعد العمل عذرا لها
في ذلك ، وعليها أن تبحث عن عمل آخر مباح تسلم فيه من ارتكاب المحظور .
والذي يفهم من سؤالك ومن حال بلدك أنك تعملين في مجال مختلط ، ولهذا نصيحتنا لك أن
تبحثي عن عمل آخر مباح ، أو في دائرة من الشرطة خالية من الاختلاط ، واعلمي أن
أبواب الرزق واسعة ، وأن من اتقى الله تعالى حفظه وأنعم عليه وزاده ، كما قال
سبحانه : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ
حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ
اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق/2 ،3
.
وقال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/97 ،
ولا
يجوز لأحد أن يستعجل الرزق المقدّر بارتكاب الحرام ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
( إن روح القدس نفث في روعي : أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ،
فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه
بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) رواه أبو نعيم في
الحلية ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2085) .
فاحرصي أختنا الكريمة على حجابك ، واحذري فتنة الاختلاط ، واعلمي أن من ترك شيئا
لله عوضه الله خيرا منه ، ونحن لم ننصحك بهذا إلا حرصا عليك ، وحبا لوصول الخير لك
.
نسأل الله تعالى أن يوفقك ويحفظك وييسر أمرك .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة