المرأة إذا طلقت وماتت لمن تكون في الجنة ؟
إذا طلقت المرأة فمن يكون زوجها في الجنة؟
السؤال: 131789
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
المرأة التي تكون من أهل الجنة ولم تكن متزوجة في الدنيا ، أو كانت متزوجة ولم يكن زوجها من أهل الجنة ، أو كانت متزوجة وطُلِّقت طلاقاً بائناً وماتت : فإن حكمهن واحد ، وهو أن الله تعالى يزوجهن في الجنة من أهلها .
وليعلم بأن نعيم الآخرة ليس مختصاً بالرجال دون النساء ، بل هو عام للجنسين ، وقد نصَّ الله تعالى في كتابه على ذلك ، فقال : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء / 124 .
وقال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/97 .
وقال تعالى : (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) الزخرف/71 .
وقال : (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) فصلت/31 .
وقد ذكر بعض أهل العلم حكَماً في ذِكر الحور العين للرجال دون أزواج النساء في الجنة ، فقال بعضهم : لأن هذا مما تستحي منه النساء . وقال آخرون : لأن الرجل هو الطالب دون المرأة .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يكون في الجنة ” أعزب ” ، وهو يؤكد ما قلناه من أن الله تعالى يزوج الرجال والنساء فيها .
فعن محمد بن سيرين قال : إما تفاخروا وإما تذاكروا : الرجال في الجنة أكثر أم النساء ؟ فقال أبو هريرة : أو لم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : (إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتي تليها على أضوأ كوكب دري في السماء ، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم ، وما في الجنة أعزب) . رواه مسلم (2834) .
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : إذا كانت المرأة من أهل الجنة ولم تتزوج في الدنيا أو تزوجت ولم يدخل زوجها الجنة،فمن يكون لها ؟
فأجاب :
“الجواب يؤخذ من عموم قوله تعالى : (ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون . نزلاً من غفور رحيم) ، ومن قوله تعالى : (وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون) ،فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج ، أو كان زوجها ليس من أهل الجنة :فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال ، وهم – أعني من لم يتزوجوا من الرجال – لهم زوجات من الحور ، ولهم زوجات من أهل الدنيا إذا شاءوا واشتهت ذلك أنفسهم ، وكذلك نقول بالنسبة للمرأة إذا لم تكن ذات زوج ، أو كانت ذات زوج في الدنيا ولكنه لم يدخل معها الجنة : إنها إذا اشتهت أن تتزوج فلا بد أن يكون لها ما تشتهيه لعموم هذه الآيات .
ولا يحضرني الآن نص خاص في هذه المسألة والعلم عند الله تعالى” انتهى .
” مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ” ( 2 / السؤال رقم 177 ) .
وقال الشيخ رحمه الله أيضاً :
“وإذا لم تتزوج في الدنيا :فإن الله تعالى يزوجها ما تقر به عينها في الجنة ، فالنعيم في الجنة ليس مقصوراً على الذكور ، وإنما هو للذكور والإناث ، ومن جملة النعيم : الزواج .
وقول السائل : ” إن الله تعالى ذكر الحور العين وهن زوجات ولم يذكر للنساء أزواجاً” : فنقول : إنما ذكر الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ،ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج ،بل لهن أزواج من بني آدم” انتهى .
” مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ” ( 2 / السؤال رقم 178 ) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب