حديث: (لا صلاة لجار المسجد إلا بالمسجد)
السؤال: 132492
سمعت حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه : (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) فما مدى صحة هذا الحديث؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
“هذا الحديث ضعيف فيما نعلم ، وإنما هو معروف عن علي رضي الله عنه من قوله ،
والمحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ
يَأْتِهِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ) ، وعنه صلى الله عليه وسلم أنه
قال لعبد الله ابن أم مكتوم وكان أعمى ، لما قال له : يا رسول الله ، ليس لي قائد
يلائمني إلى المسجد ، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له نبينا عليه الصلاة
والسلام : (هل تسمع النداء بالصلاة) قال : نعم ، قال : (فأجب) فأمره أن يجيب النداء
، وفي لفظ : قال له : (لا أجد لك رخصة) .
فدل
ذلك على أن الواجب أن تؤدى الصلوات في المساجد مع المسلمين ، ولا يجوز أن تؤدى في
البيوت ، وقال صلى الله عليه وسلم : (لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ
فَتُقَامَ ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي
بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ
فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ) فهذا يدل على أن ترك الصلاة في
الجماعة أمر منكر يستحق صاحبه العقوبة ، وهو صلى الله عليه وسلم لا يهم إلا بالحق
عليه الصلاة والسلام .
فالواجب على الرجال المؤمنين أن يصلوا في المساجد مع إخوانهم وليس لهم الصلاة في
البيت . أما حديث : (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) فهذا لا نعلمه صحيحاً عن
النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو مما جاء عن علي رضي الله عنه من قوله ، معناه
صحيح ، معناه الوعيد على ترك الصلاة في المسجد ، وأنه لا صلاة له ، إذ لا صلاة له
كاملة إلا في المسجد ، صلاته صحيحة مع الإثم إذا صلى في البيت ، لكن الصلاة الكاملة
الصحيحة التي يسلم صاحبها من الإثم هي التي تؤدى مع إخوانه في بيوت الله” انتهى .
سماحة
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
“فتاوى نور على الدرب” (2/980) .
المصدر:
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله "فتاوى نور على الدرب" (2/980)
هل انتفعت بهذه الإجابة؟