هل ورد أن الله أمر بإدخال رجل النار فقال : ما كان هذا ظني بك يارب ؟
السؤال: 134792
هل ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يأمر الملائكة بإدخال رجل النار ، فيقول هذا الرجل : ( ما كان هذا ظني بك يا رب ) فيأمر الله بأن يدخلوه الجنة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
لعل
الحديث المشار إليه هو ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :
(
إن عبدا في جهنم ينادي ألف سنة : يا حنان ! يا منان ! فيقول الله تبارك وتعالى : يا
جبريل اذهب فأتني بعبدي هذا ، فيذهب فيجد أهل النار منكبين على وجوههم يبكون ،
فيرجع إلى ربه فيخبره فيقول : اذهب فأتني بعبدي . فيقول : هو في موضع كذا وكذا ،
فيذهب فيجيء به ، فيوقف بين يدي الله تعالى ، فيقول : عبدي كيف وجدت مكانك ، وكيف
وجدت مقيلك ؟ فيقول : يا رب شر مقيل وشر مكان . فيقول : ردوا عبدي . فيقول : يا رب
! ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تعيدني إليها . فيقول : دعوا عبدي )
رواه أحمد في ” المسند ” (21/99) طبعة مؤسسة الرسالة ، وابن أبي حاتم في ” التفسير
” (9/2935) ، وابن خزيمة في ” التوحيد ” (2/749-750)، وابن أبي الدنيا في ” حسن
الظن بالله ” (110)، والبيهقي في في ” شعب الإيمان ” (1/500) وغيرهم :
من
طرق عن سلام بن مسكين ، عن أبي ظلال ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه به مرفوعا.
قلنا :
وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب أبي ظلال ، واسمه هلال بن أبي هلال عامة المحدثين على
ضعفه ونكارة حديثه .
قال
ابن الجوزي رحمه الله :
”
هذا حديث ليس بصحيح ” انتهى.
”
الموضوعات ” (3/267)
وقال الألباني رحمه الله :
”
ضعيف جدا ” انتهى.
”
السلسلة الضعيفة ” (1249)
وقد
روي هذا المعنى أيضا عن بلال بن سعد ، من قوله :
(
يأمر الله تعالى بإخراج رجلين من النار ، قال : فيخرجان بسلاسلهما وأغلالهما ،
فيوقفان بين يديه ، فيقول : كيف وجدتما مقيلكما ومصيركما ؟ فيقولان : شر مقيل ،
وأسوأ مصير . فيقول بما قدمت أيديكما وما أنا بظلام للعبيد . فيأمر بهما إلى النار
، فأما أحدهما فيمضي بسلاسله وأغلاله حتى يقتحمها ، وأما الآخر فيمضي وهو يتلفت ،
فيأمر بردهما ، فيقول للذي غدا بسلاسله وأغلاله حتى اقتحمها : ما حملك على ما فعلت
وقد اختبرتها ؟ فيقول : يا رب قد ذقت من وبال معصيتك ما لم أكن أتعرض لسخطك ثانيا .
ويقول : للذي مضى وهو يتلفت ما حملك على ما صنعت ؟ قال : لم يكن هذا ظني بك يا رب .
قال : فما كان ظنك ؟ قال : كان ظني حيث أخرجتني منها أنك لا تعيدني إليها .
قال
: إني عند ظنك بي ، وأمر بصرفهما إلى الجنة )
رواه أبو نعيم في ” حلية الأولياء ” (5/226) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا
الوليد بن أبان ، ثنا أبو سعيد الدشتكي ، ثنا سليمان بن منصور بن عمار – هكذا في
المطبوع ولعل الصواب سليم بن منصور -، ثنا أبي ، ثنا الهقل بن زياد ، عن الأوزاعي ،
عن بلال بن سعد به .
وهذا إسناد ضعيف أيضا ، بسبب منصور بن عمار ، جاء في ترجمته في ” ميزان الاعتدال ”
(4/187) ” قال أبو حاتم : ليس بالقوي . وقال ابن عدي : حديثه منكر . وقال الدارقطني
: يروي عن ضعفاء أحاديث لا يتابع عليها ” انتهى.
إضافة إلى أن بلال بن سعد من الطبقة الوسطى من التابعين ، كان قاصا مكثرا من القصص
، وهو وإن حكم العلماء بتوثيقه ، لكنه لم يسند كلامه هذا إلى النبي صلى الله عليه
وسلم ، فلا تقبل منه حكايته هذه لعدم ثبوتها .
وقد
روي نحو ذلك المعنى ، مختصرا عن الحسن البصري ، رحمه الله .
ينظر : “القول المسدد” ، للحافظ ابن حجر (35) .
والخلاصة : أنه لا يثبت شيء في هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وينظر ، في حسن الظن بالله عز وجل ، جواب السؤال رقم :
(125618)
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة